سلّط برنامج “نساء سوريا” الضوء على الظروف التي تدفع النساء للعمل في مهن اضطروا لممارستها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وذلك في المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة، والصعوبات التي تواجه النساء إزاء ذلك.
واستضافت الحلقة اثنتين من النساء في الشمال السوري من اللواتي يعملن ويعتمدن على أنفسهن، متحدثين عن صعوبات ذلك والظروف التي تدفعهن للعمل، والتي يتركز معظمها في العوز المادي، بينما معيل العائلة يكون غير قادر على العمل أو يعمل لكن الأجور لا تكفي لمواجهة متطلبات الحياة الأساسية.
وتحدثت ضيفة الحلقة “أم مصطفى” (30 عاماً) متزوجة ولديها أطفال ونازحة من حلب ، أنها تعمل في تعزيل البيوت والمونة وغسيل السجاد، لافتة إلى أنها تندفع إلى ذلك العمل بهدف الاعتماد على نفسها وعدم طلب المعونة من أحد آخر، كما أشارت إلى أنها تعرضت للظلم من قبل بعض من عملت عندهم كأن يسلبوها حقها في العمل أو يقللون من قيمة الأجرة التي يجب أن تحصل عليها، معبرةً عن أملها في أن تجد فرصة عمل بإحدى المنظمات الإنسانية، لكون الأجور فيها مرتفعة أكثر والعمل فيها منتظم على خلاف العمل اليومي أو الأسبوعي.
ولفتت “أم مصطفى” إلى أنها اضطرت إلى العمل بسبب مرض زوجها، مشيرة إلى أنه كان يعمل من قبل خياطاً لكنه أُصيب بمرض السكري وتعرضوا للقصف في حلب من قبل قوات الأسد، ما تسبب أيضاً بإصابته بمرض نفسي، منوهة إلى صعوبة الحياة في تأمين آجار المنزل والمستلزمات الأساسية، وشددت على أنه وبالرغم من تلك الظروف؛ إلا أنها تجد أن العمل بالنسبة لها أفضل من طلب المساعدة من الغير.
أما “أم عمر” (28 عاماً) متزوجة ولديها 4 أطفال ونازحة من حماة؛ فتحدثت عن أنها تعمل بالمونة وتعزيل البيوت وغسيل السجاد منذ نحو 3 سنوات، مشيرة إلى أنها اضطرت للعمل بسبب الظروف، بينما زوجها مصاب ويعمل بيومية حوالي ألفي ليرة، وهي غير للعيش.
ونوهت “أم عمر” إلى أن الهدف الرئيسي من عملها هو تأمين “آجار المنزل ولقمة الخبز”، مشيرة إلى أنها تحصل على قرابة 30 ألفاً، بينما آجار المنزل بـ 20 ألفاً، ولفتت إلى أنها تعمد على الدين من أصحاب المحلات في حال عدم توفر عمل، وتسدد الديون عندما تحصل على عمل، مشيرة إلى أن بعض الأيام تمر عليهم ولا يملكون المال، كما عبرت عن رغبتها في الحصول على وظيفة في المنظمات بسبب انتظام العمل فيها وأجورها الجيدة مقارنة مع العمل في البيوت أو المونة.