يتساءل الكثيرون عن مدى توفر فرص عمل للنساء في المناطق المحررة، وهل هذه الفرص يمكن الوصول لها بسهولة؟.. ولكي نجيب على هذه التساؤلات توجهنا بها إلى سيدتين في الشمال المحرر.
لبرنامج “نساء سوريا” تحدثت الشابة “آمنة فرحات” عن رحلة بحثها عن عمل، وهي طالبة في “كلية التربية” بفرع “معلم صف” وأخذت عدداً من الكورسات التعليمية الخاصة بالطفل وصحته النفسية، وبدأت بعدها بالبحث عن عمل، لكنها لم تجد فرصة حتى الآن.
وأضافت “فرحات” أن السبب بذلك يعود لعدم وجود فرص عمل كافية بالشمال أولا ، إضافة إلى تدخل “المحسوبيات” في العمل وعدم توظيف الكفاءات والشهادات دائمًا، إنما حسب “المعارف والواسطات”.
وأكدت “فرحات” أن فرص العمل للنساء متوفرة بشكل أكبر من الرجال بحسب طلب المنظمات، لكنها قد تواجه مشاكل مع زوجها، إذ قد يرفض عمل زوجته وهو دون عمل وعاجز عن توفير المال لعائلته.
وشددت “فرحات” على أن “المحسوبية” ليست الوضع السائد خاصة للأشخاص الذين لايملكون الكفاءة ، “ولكن لا أنكر وجود مثل هذا النوع من الأمور وقد تكون من باب تزكية وليس محسوبية بحد ذاتها ، ويوجد تمييز للنساء بفرص العمل وأيضاً الشباب يحظون بفرصة أكبر من كبار السن قليلا “.
كما تحدثت السيدة “فاطمة حمادة” عن عملها ضمن المنظمات أو المدارس كمدربة، وقالت إن البحث عن عمل يحتاج إلى اطلاعٍ دائمٍ وبحث حثيث لتوفير الفرصة، حتى لو كان العمل في غير مجال التخصص إذا ما توفرت الخبرة أو الصفات المناسبة للوظيفة.
وأضافت “فاطمة حمادة” أنها عملت بعدة وظائف بداية من اختصاصها بتدريس اللغة العربية وصولاً إلى افتتاح مكتبها الخاص لمساعدة الأطفال والتواصل، واضطرت لإغلاق المكتب بعد قصف المنطقة وهي سيدة متزوجة ولديها أربعة أطفال، وعند وصولها لمنطقة دركوش بريف إدلب بدأت بالعمل من جديد كمتطوعة في منظمة “أر أي سي”، وباتت تعمل على توثيق حالات الطفل النفسية من خلال خبرتها ومعرفتها .
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة أصدرت في وقت سابق تقريراً يفيد بأن النساء في سوريا أصبحن المصدر الأساسي لإعالة الأسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية، مشيراً إلى أن حصول المرأة على عمل مدفوع الأجر مرهون بالمكان الذي توجد فيه، وتختلف ردود فعل الناس وتعاملهم معها من منطقة إلى أخرى.
