برامجنا

مستقبل الاقتصاد السوري

ناقشت حلقة “مستقبلنا” تداعيات العملية السياسية على الاقتصاد السوري وإلى أين يتجه في ظل العقوبات المفروضة على حكومة الأسد، وخاصة بعد دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ.

واستضافت الحلقة الأكاديمي والاقتصادي السوري الدكتور عبد الناصر الجاسم، ومدير تحرير موقع “اقتصاد” في شبكة “زمان الوصل” إياد الجعفري، والباحث الاقتصادي محمد موسى.

وقال الأكاديمي والاقتصادي السوري الدكتور عبد الناصر الجاسم، إن المشكلة ليست في الاقتصاد وإنما في إدارته، مشيرا إلى أن سوريا ومنذ استيلاء البعث على السلطة في السبعينات تم التحول في الاقتصاد بطريقة عكسية تماماً بعدما كان في الأصل يعاني من عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن البعد السياسي كان واضحاً في العملية الاقتصادية، والأمر ليس اعتباطياً، حيث لم يأخذ الاقتصاد أي شكل من أشكال النظم الاقتصادية في العالم.

ولفت الجاسم إلى أن الاحتياطي النقدي تراجع إلى أقل من مليار، واصفاً الاقتصاد السوري بأنه “اقتصاد حرب وعصابات وظل”، وأن النظام يعتمد على الشبكات السرية والعلنية التي أنشأها للتعامل مع التنظيمات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات.

وأضاف الجاسم أن سوريا دخلت ضمن حسابات الفقر والفقر المدقع ضمن الحسابات الأممية على عكس، والعقدة الأساسية هي وجود نظام الأسد الذي تخلى عن كل شيء إلا الاستمرار في الحرب ضد السوريين.

من جانبه.. قال مدير تحرير موقع “اقتصاد” في شبكة “زمان الوصل” إياد الجعفري، إن سعر صرف الليرة السورية المنخفض ستكون له تداعيات على عملية إعادة الإعمار، لأنه كلما ارتفع سعر صرف الليرة أمام إعادة الإعمار كلما انخفضت تكلفة البناء والعكس صحيح، وذلك لكون عملية إعادة الإعمار تعتمد بشكل أساسي على الاستيراد وهي مكلفة للغاية.

وحول أثر العقوبات على نظام الأسد؛ قال الجعفري، إن العقوبات يجري تهويلها، مشيراً إلى أن الأثر النفسي لقانون قيصر أكثر من الأثر الواقعي العملي، حيث هبطت الليرة السورية بشكل كبير بين فترة إقرار القانون ودخوله حيز التنفيذ، لكنها تحسنت بشكل جزئي بعد دخول القانون حيز التنفيذ.

ولفت الجعفري إلى إنه إذا تم تفعيل العقوبات على المتعاملين مع “مصرف سوريا المركزي” فحينها سيكون هناك أثر قاسٍ على الليرة، وهذا يرتبط بالسياسة الأمريكية الجديدة حول سوريا إضافة لطريقة تعاطيه مع الملف الإيراني.

وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي شمال سوريا حول أثر انخفاض الليرة السورية على المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد؛ ولفت الأغلبية إلى أن معظم العائلات من ذوي الدخل المحدود يتقاضون بالليرة السورية، الأمر الذي انعكس سلباً عليهم، كما أن البعض يعد من ذوي الدخل المعدوم، وفي حال توفرت له بعض الأعمال يتقاضى بالليرة السورية، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار المستلزمات الأساسية ارتفاعاً بشكل كبير.

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي محمد موسى، إن هدف العقوبات الأمريكية والغربية على نظام الأسد هو استمرار الصراع دون سيطرة جهة على أخرى، وجعل المنطقة على صفيح ساخن، مشيرا إلى أن العقوبات جعلت النظام ضعيفاً، والوضع الاقتصادي الداخلي منفلت أمنياً واقتصادياً بهدف أن يكون الصراع دائماً وكي لا يستغل الروس نصرهم العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى