قال مراسل وطن اف ام في منبج “شاهين محمد” إن الأوضاع المعيشية في المدينة سيئة للغاية في الوقت الحالي، وسط حالة خوف وترقب مستمر لدى الأهالي وخاصة الشباب لدخول نظام الأسد إلى المدينة بموجب اتفاق مع “وحدات الحماية”.
وأكد مراسلنا على أن “الحياة معدومة حالياً في المدينة، .. هناك الكثير من الشباب المدنيين المطلوبين لنظام الأسد أو المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيشه”.
وبحسب المراسل فقد نفدت المواد الأساسية كالمحروقات في أسواق منبج، بعد أن أقدم بعض التجار إلى احتكارها، ما أدى لارتفاع جنوني في الأسعار، حيث وصل سعر برميل المازوت إلى 50 ألف ليرة، وسعر لتر البنزين المكرر إلى 600 ليرة، وسعر جرة الغاز إلى 5 آلاف ليرة، ولا يزال الارتفاع مستمراً، أما بالنسبة للخبز فلايزال متوفراً بالسعر القديم، حيث بلغ سعر الربطة الواحدة 200 ليرة وتحوي 10 أرغفة ومازالت الأفران تعمل.
وعن القطاع الصحي أشار المراسل إلى أنَّ المستشفيات والخدمات الطبية تعمل حالياً بشكل يومي، لكن لدى السكان هواجس من تأثير دخول قوات الأسد على ذلك القطاع لأنها تمنع الأدوية الأجنبية.
وأشار مراسسلنا إلى أن للمدارس تعمل حالياً بشكل بسيط، لكن من المتوقع أن تتوقف معظم المدارس إن دخل النظام بحكم العدد الكبير المطلوب من قبل قوات الأسد، وتوقع مراسلنا أن يتوجه معظم أهالي منبج إلى مناطق درع الفرات الخاضعة للمعارضة عند دخول نظام الأسد.
وبالنسبة للكهرباء فهي تأتي بشكل مستمر وجيد، بينما المياه تأتي مرة كل 3 أو 4 أيام بحكم أن بعض دوائر الإدارة المدنية مازالت تعمل، وسط تهديد بانقطاعها نهائيا بعد توقف توزيع مادة المازوت عن الأهالي بسبب قطع الطريق الواصل بين منبج والقامشلي من قبل قوات الجيش الوطني.
ونفذ أهالي منبج، الإثنين الماضي، إضرابا كاملا عن العمل استجابة لدعوات أطلقتها فعاليات محلية تحت عنوان “الغضب المنبجي” أو “عبر عن رأيك وأغلق محلك”، حيث قام أصحاب المحلات بإغلاق محلاتهم احتجاجاً ورفضاً لدخول قوات الأسد إلى المدينة.
عن ردة فعل الأهالي من دخول نظام الأسد قال مراسلنا في منبج:
“لايزال الأهالي يعيشون حالة ترقب وقلق وخوف من دخول النظام إلى المدينة، وقد أصبح شبه كابوس يومي بالنسبة لهم، دخل النظام في الجهة الشمالية من منبج مع خطوط التماس مع الجيش الحر في قرى عرب حسن والجاموسية والدندنية وقرية العون، إلى جانب وجود نقطة للنظام في مدرسة قرية مدنة مع مدافع وأسلحة خفيفة ومتوسطة غرب مدينة منبج، وفي اتجاه الجنوب يتواجد في مدرسة قرية السلطانية إلى جانب تواجدهم في مدرسة قرية الخطاب مع أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، كما يتواجد في حاجز المدفع بمدخل منبج الغربي حاجز مشترك مؤلف من 3 عناصر من قوات النظام وقوات قسد، ومهمة عناصر النظام هناك هو تسيير أمور عساكر النظام فقط ولا يتدخلون في المدنيين، كما يوجد 3 عناصر في مدخل المدينة الشرقي، وليس لعناصر النظام أي وجود داخل المدينة، حتى أنهم لا يملكون الصلاحية في الوقت الحالي للدخول، لكن في الأيام القادمة من المتوقع أن يتم منحهم تلك الصلاحية لتبدأ سياسة الاعتقال والتشبيح والتعرض للمدنيين”.
وقدر مراسلنا عدد الأشخاص المطلوبين لنظام الأسد في منبج وريفها بالآلاف، ففي قرية واحدة فقط هناك نحو 300 شاب مابين منشق ومطلوب للخدمة العسكرية، وهذا ما يصعّب تحديد عددهم بالضبط.
وعن سبب تفكير الأهالي بمناطق درع الفرات كملجأ من نظام الأسد، قال المراسل إن الأهالي قد يتجهون إلى جرابلس حكم احتوائها على أعداد كبيرة من النازحين الهاربين من مختلف مناطق سوريا إلى جانب الأعداد الكبيرة المطلوبة من قبل النظام، كما لم يتم ملاحظة حالات نزوح جماعية حالياً وإنما كانت حالات فردية اقتصرت على المطلوبين للخدمة العسكرية.