لم تسفر القمة الجديدة بين ما يعرف بالدول الضامنة “تركيا وروسيا وإيران” عن أي نتائج حقيقة فيما يخص التسوية السياسية المنتظرة في سوريا، والتي انتهت بكلام عام عن تنسيق الجهود من أجل ضمان استقرار وأمن سوريا، لتلي القمة على الفور، عمليات عسكرية تصعيدية من قبل نظام الأسد على أرياف إدلب وحماة وحلب.
القصف المستمر على جنوب ادلب وشمال حماة وغرب حلب، هو أكثر ما يركز عليه عضو الهيئة السورية للتفاوض يحيى العريضي، الذي اعتبر أن نقاط الخلاف في سوتشي ظهرت على الأرض بهذه الطريقة، لكن تقارباً روسياً تركياً، ازعج إيران، لأنه يعني أن زميليها في القمة غير مهتمان بمصالحها في سوريا.
تشعر إيران بأن هناك رغبة في إخراجها من المنطقة، يقول العريضي، فالتنسيق الدولي ضدها لا يزال مستمراً في المحافل الدولية والعربية، بدورها روسيا تعلم أن من يعرقل الحل السياسي الذي تريده، هي طهران، التي تريد أن تثبت من وجودها على الأرض السورية.
اربك قرار الرئيسي الأمريكي دونالد ترمب سحب قوات بلاده من سوريا، الدول الضامنة، فروسيا تأثرت بالقرار على الفور، لكن كيف لدولة تقول إنها عظمى أن يربكها قرار مثل هذا؟ يقول العريضي، إن روسيا لا تعرف من سيملئ الفراغ بعد الأمريكي، فلا يمكن لقوات الأسد وإيران التواجد في مناطق شمال شرق سوريا، ولا يمكن للقوات الروسية التواجد هناك، ولا يمكن أيضاَ لأنقرة أن تقبل تواجد منظمات تصنفها كإرهابية.
يؤكد العريضي أن القرارات الدولية فقط هي التي ستضع روسيا على طريق الحال السياسي، غير ذلك لا تبدو روسيا مدركة لكامل المعادلة السورية، هي “أي روسيا” مسرورة اليوم ربما ببعض انتصاراتها في سوريا، لكن على المدى البعيد هل ستكون كذلك، بالنسبة لإيران فهي من أكبر المستفيدين من استمرار الحالة السورية كما هي عليه الآن.