الثانية والنصف فجرا، ليل الحادي والعشرين من أب عام 2013، بدأت مدفعية نظام الأسد المتركزة في جبل قاسيون بقصف ف مناطق الغوطة الشرقية بقذائف تحمل رؤوسا كيميائية,ساعات ويستيقظ العالم على أنباء المجزرة.
يستذكر أحمد عبود احد الناجين من تلك المجزرة، ساعة سقوط الصورايخ على مدينة زملكا، عبود الذي كان يعمل في مركز اتصالات محلي، كان يستمع إلى الاستغاثات التي يطلقها المدنيون عبر اجهزة الاتصال المحلية، ويطلبون فيها المساعدة نتيجة تعرضهم للاختناق.
يقول عبود ضمن برنامج في العمق “في البداية لم نكن نعرف أن الهجوم تم بسلاح كيماوي، كانت تصلنا المعلومات عن حالات اختناق غريبة، كان زملكا هادئة تماماً تلك اللية، لم نسمع أي صوت بعد صوت الانفجارات الناتجة عن الصواريخ”.
خلال ساعات، عاش عبود شعوراً يقول إنه لا يستطيع وصفه اليوم، إلى درجة أنه فقد الشعور بالزمن، كان يتلقى النداء يتلو النداء، فيما تهرع سيارات الاسعاف إلى النقطة التي تعرضت للقصف.
عند السادسة صباحاً وصل عبود الى نقطة الانفجار، يقول إنه شاهد الجثث لمدنيين كانوا يحاولون الصعود إلى الطوابق العلوية، في محاولات أخيرة كي يحموا انفسهم من الغاز الذي انتشر في الهواء، يقول إنه شاهد حتى حيوانات قضت اختناقاً.
فقد عبود الكثير من الاصدقاء تلك الليلة، يقول إن من بينهم مسعفون ومدنيون واطفال ونساء، جميعهم كانوا على الارض بلاد أي أثر للدماء.
رغم مرور ست سنوات على تلك الليلة، إلا أن المحاسبة تبدو بعيدة عن الجهة المسؤولة عن ذلك الهجوم، يقول رئيس مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سوريا نضال شيخاني، إنه متفائل بالتعديل الجديد الذي اضيف لعمل لجنة تقصي الحقائق الخاصة باستخدام السلاح الكمياوي في سوريا.
يقول شيخاني لبرنامج في العمق “لقد درس من نفذ الهجوم حرارة الجو تلك اللية وسرعة الرياح، لقد كان عملاً مدروساً للغاية”.
وثق المركز أكثر من 250 هجوما بالسلاح الكيماوي في سوريا، لكن هجوم الغوطة الشرقية عام 2013 يبقى هو الأكبر حسب ما يقول شيخاني، وهو الهجوم الموثق بشكل كامل، حيث اثبتت الادلة والتحقيقات مسؤولية نظام الأسد عن ذلك الهجوم، والذي نفذ بقصف صاروخي مدروس ومحدد.