قبل بث هذه الحلقة وتسجيل بعض فقراتها.. يجب التنويه إلى أننا عانينا من الوصول لنساء مطلّلقات في أوروبا تستطيع الحديث عن الوضع الذي أودى بها للانفصال، كما تعرضنا لكثير من التنمر من عدة جهات اتهمتنا بمحاولة تشويه صورة المرأة السورية في أوروبا، رغم أننا حاولنا في برنامج (نساء سوريا) طرح القضية ومعرفة أسبابها ونتائجها علّنا نصل لحل.
بدأت الحلقة بصوت تم تغييره لسيدة سورية مقيمة في أوروبا واسمها المستعار (سارة) بناءً على طلبها لتتحدث عن قصتها التي بدأت في سوريا بالخطبة ثم الخروج إلى أوروبا بعد مشقة طويلة أوصلتها لزوجها مع طفلها، ثم إنجابها بعد عام طفلا آخر، لكن ذلك لم يخفف من حدة المشاكل أو تغيير الزوج لمعاملته السيئة مع زوجته، الأمر الذي أفضى إلى إنفصال الطرفين،والذي وصفته سارة بأنه أفضل من العيش مع “شبه رجل”.
تحدثت كذلك الدكتورة النفسية رشا علوان للبرنامج عن مدى الأذى النفسي الذي يتعرض له الطرفان وحتى الأطفال بدءاً من لحظة الانفصال، كما أن هناك حالة من بناء الأحلام تبدأ منذ الزواج وعند تغير هذه الحالة السعيدة تؤدي ذلك إلى حدوث الطلاق، كما هناك مسألة تغير المجتمع والوضع من بلد لآخر والضغط النفسي المرتفع تتعرض له الزوجة ما يؤدي إلى تحول قدرتها للعيش بدون رجل أقوى من ذي قبل خاصة مع توفر ظروف تسمح لها بالطلاق.
وأضافت “علوان”: “الخاسر الأكبر في الطلاق هم الأطفال لفقدانهم الحاضنة الأساسية أو أحد الطرفين الوالد والوالدة، وهذا بحد ذاته صدمة للطفل تؤدي لأذيته النفسية وحتى تؤثر على بناء الشخصية خاصة في فترة نمو الطفل”
وتكمل حديثها الدكتورة: “في حال وجود الخلافات الأسرية دون وجود حلول فيفضل الانفصال أفضل من وجود الزوجين مع بعض وانشغالهم بالمشاكل الدائمة، كما يُحدث ذلك خلل مادي أو مالي ما يجعل الطرف الآخر يكثف من عمله لسد هذه الثغرة وبالتالي إهمال الأطفال.
ثم تحدثت الأستاذة المحامية نهلة عثمان عن الحقوق القانونية للمرأة بعد الطلاق بأوروبا، فالمرأة التي جاءت وفق “لم الشمل” وصار لديها انفصال قبل ثلاث سنوات يتم إعادتها إلى بلدها، لكن نظرا لوضع الحرب في سوريا يتم منحهم إقامة مؤقتة وحماية أو التقديم للجوء، لذلك يجب على كل النساء تقديم طلب لجوء بعيد عن الزوج للاحتياط حتى تضمن حقها هناك.
وأضافت “عثمان” أن مشكلة العنف لا تقتصر على السوريات فحسب وإنما جنسيات كثيرة، وعند حدوث العنف يتم بداية منع وإبعاد الزوج وهذا في مرحلة ما قبل الطلاق، أما بعد الطلاق فالموضوع مختلف، وقد تتعرض المرأة للعنف من قبل الرجل لعدم قدرته على التعامل مع الزوجة التي شهدت حقوق لها.
وأكدت المحامية أن الطلاق لا يجري مباشرة وحتى في حال حدوث العنف، فيتم إبعاد الطرفين عن بعض لمدة سنة على الأقل، بحيث ممكن أن يراجع الطرفين أمورهم وقد يتراجعوا عن الأمر، لكن في حال الضرب يُوثّق بضبط الشرطة بعد إثبات واقعة العنف ثم إبعاد الزوج بقرار محكمة، وإن لم يكن هنالك حالة عنف فيتم فصلهم داخل البيت لمدة عام ثم يتم الانفصال.
وقالت “عثمان” أن حالات القتل بعد الطلاق أو المشاكل الزوجية تعتبر قليلة مقارنة لعدد السوريين الموجودين بألمانيا، وتضيف: “لكن المشكلة هي بعدم مساعدة العائلات بدعم نفسي، لأن هذه المشاكل يصل إليها الانسان نتاج مشاكل نفسية قد يكون مر بها وهي التي تؤزم أحوال الشخص وتدفعه إلى العنف تجاه أسرته”.
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/1469571176523907/