شهدت الفصول الدراسية الأخيرة تراجعًا بعدد المنظمات الدولية التي تقدم المنح الدراسية الجامعية للطلبة السوريين في الأردن، مما جعل الطالب السوري يواجه مخاطر انقطاعه عن التعليم نتيجة انقطاع الدعم المالي وارتفاع تكاليف الدراسة الجامعية ومستلزماتها في الجامعات الأردنية.
لفقرة (صلة وصل) تحدث مراسل وطن إف إم في الأردن يزن توركو عن وضع الطالب الجامعي السوري في الأردن فقال: “يلجأ أغلب الطلبة السوريين للجامعات الخاصة كون أسعار ساعاتها أقل بكثير من الجامعات الحكومية التي يعامل بها الطالب السوري معاملة جميع الطلبة الدوليين والأجانب، حيث يبلغ متوسط رسوم التسجيل في الفصل الواحد بالجامعات الخاصة نحو 1500 دولار أمريكي، بينما في الجامعات الحكومية يبلغ نحو 3200$ لتخصصات الفنون البصرية كالتصميم الغرافيكي على سبيل المثال، ويختلف هذا المتوسط باختلاف التخصص، وهنا يجب التنويه إلى أنَّ متوسط الدخل الشهري لغالبية الأسر السورية بالأردن نحو 340 دولارًا، أي أنَّ دخل الأسرة كاملة لا يكفي لتدريس طالب واحد بالجامعة.
وأضاف “توركو” بتعداد المنح الجامعية التي على رأسها منحة “دافي” المقدمة من مؤسسة سعيد والأصفري والحكومة الألمانية، وبإدارة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهذه المنحة تقدم مميزات تعتبر ممتازة للطلبة، ومن ضمنها راتب فصلي، ولكنها تستقبل آلاف الطلبات من الطلاب السوريين سنويًا، ولا تستطيع إلا استقبال العشرات.
وأضاف أنه كان سابقًا يوجد منحة منظمة “كرم” والتي أعلنت لطلابها عجزها عن القدرة على الإكمال نتيجة شح الدعم، وعوامل أخرى منها قلة التعاون من قبل الجامعات الأردنية مع أوضاع الطلبة من اللاجئين السوريين، وهناك منح أيضًا قد تفتح أبوابها لمرة واحدة كل عدة سنوات، والتي كان أفضلها منحة الكلية الإسترالية، ومنحة الجامعة العربية المفتوحة، ولكن مثل منحة الكلية الأسترالية فإنها فتحت الباب للتقديم لمرة واحدة، ولم تكرر استقبال الطلبة السوريين، بينما استقبلت الجامعة العربية المفتوحة دفعتين من الطلبة السوريين خلال الخمس سنوات الأخيرة ، لذا فيمكننا اعتبار أنَّ منحة “دافي” هي المنحة الوحيدة التي تستقبل الطلبة السوريين بشكل سنوي.
ختاما قال مراسلنا أنه في حال عدم قدرة الطالب على تحصيل منحة دراسية، فأمامه خياران، الأول هو العثور على عمل وجمع المال للتسجيل في الجامعة لاحقًا، والخيار الآخر هو البحث عن منح خارج الأردن وفي الدول الأجنبية، والتي تتيح منحًا للطلبة السوريين وغيرهم، وأيضًا أضاف أنه يجب ألا نستخف بموضوع الدراسة الأونلاين في حال عدم قدرتنا على الدراسة الجامعية، فالعلم غير محصور بالجامعة بالوقت الحالي، والكثير من الناجحين في الحياة لم يتحصّلوا على شهادة جامعية.