أنهت الأردن التي تحتضن أكثر من 650 ألف لاجئ سوري يومها الحادي والعشرين من حظر التجوال الهادف لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره في البلاد، حيث أظهر السوريون خلال هذه المدة قدراً كبيراً من الوعي والالتزام والتعاون مع السلطات الأردنية في سبيل التصدي الجماعي للجائحة، وكان من بين المواقف التي سُجلت للسوريين في الأردن بهذه الفترة، تبرع الصحفي والروائي السوري الشاب، محمد عبد الستار إبراهيم، بمبلغ “1000 دينار أردني” لوزارة الصحة الأردنية لمواجهة الفيروس.
لفقرة (صلة وصل) تحدث مراسل وطن اف ام يزن توركو أنه هناك تسجيل لحالات تبرع من فئة المقتدرين من السوريين “المستثمرين والتجار ورجال الأعمال”، وهذه الفئة معظمها ممن قدموا إلى الأردن من قبل اللجوء السوري الذي نتج عن مواجهة نظام الأسد للثورة بشكل وحشي وما رافقه من نزوح السوريين هرباً بأرواحهم من بطش الآلة العسكرية الأسدية، خاصة وأن السوريين من اللاجئين هم بالمجمل تحت خط الفقر.
ولكن، لم يبخل السوريين بالإعلان عن جاهزيتهم للتطوع بوقتهم وجهدهم، ووضع أنفسهم تحت تصرف الحكومة الأردنية وأجهزتها للقيام بأي مهام قد تطلب منهم كتوزيع الخبز أو الأغذية أو تنظيم تطبيق الحجر الصحي أو أي مجهود آخر قد يتطلب جهود مدنية ترافق جهود الأجهزة الحكومية.
وأضاف “توركو” بأن الخروج إلى الشارع والتجول بالسيارة ممنوع إلا للمصرح لهم، ووسائل المواصلات العامة متوقفة منذ بداية حظر التجوال، لذا يعتقد مراسلنا بأنَّ غالبية السوريين لم يتحركوا من منازلهم طيلة هذه الفترة، إلا لشراء الحاجيات من الدكاكين الشعبية المسموح لها بأن تفتح أبوابها لساعات معينة وضمن شروط معينة، لذا فإن الوضع المادي للسوريين بالأردن في هذه الفترة يمكن وصفه بالصعب مع توقف مجمل الأعمال والمهن في البلاد.
فيما يبدو أنَّ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدأت بالتحرك بخصوص دعم اللاجئين ما بعد فترة حظر التجوال، حيث أطلقت دعوات آخر الشهر الماضي لتحصيل دعم بمبلغ 27 مليون دولار.
ومن الجدير بالذكر أيضا بأن الاتحاد الأوروبي قدم منحة مالية قدرها 240 مليون يورو لدول جوار سوريا التي تستقبل لاجئين سوريين بهدف دعم عدة قطاعات معنية باللجوء السوري ومواجهته، كما قدم الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية “مدد” منحة للأردن بقيمة 60.5 مليون يورو.