شباب سوريا

حوار والعمل الجماعي ضرورة لتحقيق الوعي السياسي

غالباً ما يحاول الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأحاديث الجانبية التي تحدث بشكل يومي، اختصار الوعي السياسي على أنه تناول القضايا السياسية وما هي مواقف الدول وما هو موقفك تجاه هذه الدولة أو هذا الحدث بحد ذاته.

يتم اختصار الوعي السياسي بقدرة الأشخاص على تقييم هذه المواقف أو الأحداث، وإنما في الحقيقة الوعي السياسي هو أشمل من هذه الزاوية، إذ أنه لا يقتصر فقط على تناول القضايا السياسية.

الإعلامي والمحلل السياسي عبد الوهاب عاصي أشار إلى أن حقيقة الوعي السياسي تنبع من معرفة الإنسان وإدراكه لحقوقه وواجباته، سواء هذه الحقوق كان المعني بها فرد آخر يقابله أو كان المعني بها مؤسسة أخرى تقابله، أو المعني بها دولة تقابله أو مجموعة دول، وهذا بدوره يأخذنا باتجاه أن الإنسان في لحظة من اللحظات إن استطاع تكوين الوعي السياسي بهذه الحقوق والواجبات سينتقل بشكل طبيعي لتحسين مستوى وجوده في الحياة، لأنه دائماً جواب الواعي السياسي يذهب باتجاه وجود الإنسان واستمراره وبقائه وتحسين هذا الوجود والبقاء، وما دام هناك غياب للوعي السياسي فدائماً تتجلى معركة القوى التي تريد إبعاد المجتمع وإبعاد الإنسان والفرد عن هذه الحقوق والواجبات، أي إبعاده بشكل عام عن الوصول لمستوى معيشي وسياسي واجتماعي وإنساني أفضل، وهذه يمكن اعتبارها أساس الثورات التي حدثت سابقاً أو الثورات الحالية في المنطقة العربية، إذ نتجت عن هذه الثورات حصول الوعي السياسي لدى جميع أفراد المجتمع، فالوعي السياسي لا يتطلب حصول الفرد على مستوى عال من الثقافة أو دراسة محددة، وهذا هو السبب قلنا أنها لحظة يشعر ويدرك فيها الإنسان أنه بحاجة لهذه الحقوق والواجبات ويلتمس أنه تم منع هذه الحقوق والواجبات عنه، أو أنه كفرد لم يستطيع الحصول عليها سابقاً فأصبح بحاجة لينادي بهذه الحقوق والواجبات التي يحتاجها، أو حتى ربما يريد أن ينادي بالواجبات التي يريد القيام بها.

وذكر “عاصي” بما يخص الانتهاكات الحاصلة في الداخل السوري وحول إن كان لدى الشباب في الداخل نقص في الوعي السياسي أنه هناك تفاوت في مستويات الوعي السياسي في المجتمع، ويرجع السبب أن هناك دائماً أطراف أخرى تدخل على الخط لمحاولة التشويش على المجتمع والسكان والأهالي في معرفة حقوقهم وواجباتهم، وهذا التشويش يكونوا إما عن طريق فرض القوة أو المال أو الإعلام، وهي ثلاث مفاصل رئيسية تلعب دوراً مهما في تشويش الوعي السياسي لدى الأهالي، فتجد بعض الأفراد يميلون إلى طرف دون طرف آخر وفي الوقت نفسه لا يشعرون أنهم تنازلوا عن جزء من حقوقهم لصالح هذا التطرف على حسابهم، وتكون هذه الحالة بدون وعي، أو يصبح لديه وعي مشتت إن صح التوصيف.

الوعي السياسي هو بحث المواطن عن مستقبل ووجود أفضل له في الحياة، فالوعي السياسي يعني التغيير، والتغيير يعني البحث عن الأدوات، والشباب السوري هو من يمتلك الأدوات حتماً، والوعي بإمتلاك الأدوات يحتاج إلى بعض الوسائل، أن يستطيع الوصول إلى الوعي من خلال الحوار والعمل الجماعي، وهذا أمر حتمي، إذ مع العمل جماعي يبدأ الإنسان بالبحث عن ادوات للاستمرار، لأن الأدوات هي وسيلة للاستمرار، ويبدأ الحوار، والحوار دائماً يخلق فرصاً وهامشاً للعمل ولتغيير أكبر وأوسع، وهذا بدوره يفتح المجال للبحث عن أدوات أكبر، والمشكلة أن الحوار والعمل الجماعي لا يمكن أن يتوفرا إلا بوجود رغبة وحالة من القدرة لدى الشباب للعمل الجماعي.

الكثير من النقاط عن الوعي السياسي ومدى تحلي الشباب السوري بهذا الوعي طرحناها ضمن هذه الحلقة من “شباب سوريا”، حيث تتابعون الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.facebook.com/fm.watan/videos/448161552777261

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى