يقال إن الفنان وليد بيئته ومجتمعه، ومهما ابتعد الفنان عن موطنه الأصلي يبقى قلبه وعلقه معّلقاّ في الشوارع التي خطَى فيها خطواته الأولى، فشهدت تلك الشوارع سقوطه ومن ثّم نهوضه من جديد، كما ورافقته حجارة المدينة وأسوارها في رحلة الشباب التي يعود فيها الفنان طفلاً يحاول اكتشاف العالم حوله بنظرة جديدة.
الفنان والمهندس المعماري “محمد حافظ” استطاع تحويل شوقه لسوريا إلى لوحات فنية جاب بها أوروبا فعرّفت المجتمع الغربي بكل ما في سوريا من جمال وألم، هذا الشوق جعله ينزوي بمشاعره عن عالم المشاريع والهندسة المعمارية معتبراً الشوق الذي لم يبرح جوارحه، ألماً شخصياً قد تقلّ أهميته إن تم مشاركته مع بيئة مختلفة عن العالم الداخلي له، والمليء بالذكريات والحنين، والألم الذي لم يغادر جلّ المشاعر السامية التي انتابته جراء ما يحدث في سوريا.
وعلى الرغم من خصوصية التجربة الفنية التي عمل عليها “حافظ” في شقته، ورغبته في الاحتفاظ بهذه التجربة لنفسه، إلاّ أن حصول أحد أقاربه على صفة “لاجئ” في الولايات المتحدة الأمريكية أثار مشاعره وحفيظته، فتحولت تلك الآلام العامة والمشاعر الفضفاضة إلى وجع ذاتي، فكانت اللوحات المجسّمة التي اختبأت داخل حقيبة السفر، تلك الحقيبة الضاجّة بكل تفاصيل المدينة القديمة ونقوشها، حاراتها وحتى حبسل غسيلها.
وأشار الفنان “محمد حافظ” خلال لقائه في برنامج “شباب سوريا” إلى وجود الكثير من الحملات الشرسة التي كانت تحاول توصيف اللاجئين بصفات لا أساس لها من الصحة، كترويجهم بأن اللاجئين خطر على الأمن القومي، وخلال هذه الرحلة تمت لاحظنا وجود الكثير من القصص التي لا تتحدث عنها نشرات الأخبار، كالتحدث عن طريقة حياة الناس وأسلوب عيشهم داخل منازلهم، كل هذه الأمور تعتبر مواد دسمة للفن لا بدّ من تسليط الضوء عليها، وإنما في الوقت نفسه كان لا بدّ من إيجاد نقطة مشتركة بين الأمريكيين واللاجئين في أمريكا، فالأمريكيون إجمالاً يعتبرون أنفسهم مختلفين بدرجة كبيرة عن اللاجئين أوالوافدين الجدد، في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن أمريكا بكل ما فيها من حضارات وعلم حالياً تم بناؤها على أكتاف اللاجئين والوافدين إلى هذه البقعة من مختلف دول العالم.
جوانب عديدة طرحناها في هذا اللقاء مع الفنان التشكيلي “محمد حافظ” ضمن برنامج “شباب سوريا”، بالإمكان متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/114119209991831/