رغم مرور آلاف السنين إلاّ أن الإكتشافات الأثرية في سوريا بقيت شاهدة على الحضارات التي مرّت بها عبر العصور المختلفة، ولعلها أي الآثار، تعتبر الدليل الأساسي للباحثين والكتّاب على صحة الروايات والقصص التي تم تناقلها منذ قديم الزمان وحتى الآن.
دكتور الآثار “محمد فخرو” أشار إلى وجود الكثير من المواقع الأثرية المهمة في سوريا والتي تم تصنيف بعضها على لائحة التراث العالمي، لذلك أخذت هذه المناطق شهرة بين السكان من خلال البعثات الأثرية التي كانت تعمل في التنقيب بتلك المناطق، ولعل هذه الميزة هي من ألحقت الضرر بها بعد 2011، حيث كان الناس يعلمون مسبقاً عن مدى أهمية المنطقة وكمية الآثار الموجودة فيها، فكان وهم البحث عن اللقى الأثرية والذهب محرّكا للناس ومسبباً في حدوث الكثير من عمليات التنقيب العشوائي في مختلف المناطق السورية.
تلعب المتاحف دوراً مهماً في إبراز أهمية المدن تاريخياً، لكن لم تستطع متاحف سوريا لعب الدور المنوط بها بالشكل المطلوب، فعلى الرغم من وصول الكثير من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في بعض المواقع السورية، إلاّ أنه لم يتم عرضها من قبل المتاحف على الجمهور والتسويق لها بالشكل المطلوب، وهنا كانت المشكلة الحقيقية، فالمتحف الوطني الموجود في مدينة حلب مثلاً لم يستطع تقديم نفسه للجمهور بأسلوب يمكن أن تجذبه به، وهذا ما خلق فجوة بين المتحف والأهالي، وهذا هو السبب في عدم زيارة الكثير من الأهالي للمتحف أو حتى بالتفكير بالموضوع، فاقتصرت الزيارات على الرحلات المدرسية، حتى يمكن القول أن أغلب السوريين، لم يزر المتاحف في سوريا لأكثر من مرة واحدة فقط في حياته.
أحد المنقبين والعاملين في تجارة الآثار في السوق السوداء والذي رفض ذكر اسمه، تحدث عن بداياته في العمل بمجال تهريب الآثار في سوريا، حيث تم اختطافه خلال محاولته الاولى في بيع إحدى القطع الأثرية النادرة التي تم العثور عليها من قبل أحد معارفه في ريف حلب، لكن تم إلقاء القبض عليه وسجنه في مدينة “عفرين” التي بقي فيها مسجوناً لنحو ستة أشهر أو أكثر، إلى أن وصل الخبر لعائلته التي اختطفت بدورها حافلة نقل صغيرة “سرفيس” مع ركابها الذين كان أغلبهم من المكون الكوردي، وطالبوا بمبادلتهم مع هؤلاء الأشخاص، وما كان ظاهراً للناس هو أن مجموعة إرهابية قامت باعتقال مجموعة من الأكراد وطلب الفدية مقابلهم، لكن الهدف الأساسي من هذه العملية كان إخراجنا سالمين من المنطقة…
تفاصيل كثيرة تحدث عنها مهرب الآثار وما يحدث في سوريا من عمليات تنقيب وترحيل للقطع الأثرية بشكل منهج، بالإضافة إلى حديث “حسن” الذي أراد الدخول في مجال تهريب الآثار، إلاّ أنّ ما منعه من دخول المجال كان أقوى من رغبته في المتابعة…!!
جوانب أخرى نكشفها عن مناطق التنقيب في سوريا وطرق التهريب، إلى جانب البحث حول إمكانية ارجاع القطع المسروقة إلى مكانها الأساسي، فهل بالإمكان إرجاعها حتى في ظل غياب أن تسجيل رسمي لها على قوائم ممتلكات الدولة..!؟
التفاصيل في هذه الحلقة من “شباب سوريا” التي تتابعونها عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/1109755846056514/