طوال سنوات ماضية، عرفت السويداء مع جارتها درعا، تناقضاَ خفياً، ظهرت بعض ملامحه من خلال عمليات خطف متبادل حيناً، واتهامات بعمليات تفجير حيناً آخرى، في ذات الوقت الذي احتضنت فيه السويداء الذي ظلت آمنة نسبياً، عدداً كبيراً من مهجري درعا، التي عرفت أشد أنواع القصف الجوي والبري من قبل نظام الأسد.
الكاتب الصحفي والناشط السياسي، مشعل العدوي، يقول إن نظام الأسد حاول كثيراً تعزيز الفتنة بين المدينتين، فترك مثلاً تنظيم داعش يجتاح ريف المدينة، ويرتكب مجازر فيها، فيما شجع عناصر تقاتل في صفوفه على ارتكاب انتهاكات متبادلة، ليحكم سيطرته أكثر على السويداء تحديداً.
العدوي يقول ضمن برنامج تقاطعات، إن العلاقة بين المدينتين، ظلت قوية رغماً عن كل المحاولات التي هذه، ويذكر أن الخلافات التي تنشب في درعا مثلاً، كان يتدخل وجهاء من السويداء لحلها، عن طريق زيارات واسعة وكبيرة، والعكس صحيح.
حاولت قوى دينية عدة أن تسيطر على السويداء خلال السنوات الماضية، لكن المدنية تتهم بأنها لم تشارك في الثورة السورية كما كان متوقعا،ً يقول العدوي إن طائفة الموحدين الدروز، مثلها مثل غيرها من الطوائف الدينية في سوريا، ترتبط مرجعياتها الدينية بالنظام السوري مباشرة، ما يعني عدم القدرة على تحقيق أي تأثير حقيق من خلال المؤسسات الدينية.
ينفي العدوي أي تكون مرجعية السويداء الدينية خارج حدود سوريا، في إشارة لمرجعيات دينية وسياسية في لبنان، ويقلل من قدرة شخصيات كوئام وهاب على إحداث أي تأثير في مجتمع المدينة وموقفها السياسي أو الوطني.