تقاطعات

مقاتلوا التنظميات المتطرفة وسوريا، هل يمكن الدمج؟

لا يمكن تقدير عددهم بشكل دقيق، إلا ان مصادر غير رسمية، تتحدث عن الآلاف من السوريين الذي انضموا في يوم من الأيام لتنظيمات متطرفة نشطت في سوريا، وقاتلوا إلى جانبها، فيكف يجب التعامل معهم اليوم، وهل هناك من وسائل لإعادة دمجهم في المجتمع السوري؟

بالنسبة للناشط الصحفي سراج أبو راس، فإن العدد كبير جداً، وبات وجودهم عبء على المجتمعات المحلية في سوريا، فيما لا يرى الناشط الثوري والوجيه في عشيرة البقارة، حسين خليف أن الرقم كبير، منبهاً إلى ضرورة الفصل بين المقاتلين السابقين وتصنيفهم بطريقة مختلفة.

أبو راس وعبر برنامج تقاطعات يقول، إن عدد كبير من السوريين انضموا يوماً ما إلى تنظيم داعش مثلاً، مشيراً إلى ضرورة التميزز بين من تورط منهم بعملية قتل بحق سوريين، وبين من لم يرتكب جرماً حقيقياً بحق السوريين.

يقسم خليف المقاتلين السابقين في صفوف تنظيمات متطرفة، الى فئات، ويقول إن صغار السن هم الشريحة الأكبر ممن دخلوا في عباءة هذه التنظمات المتطرفة، داعياً إلى تعامل خاص مع هذه الشريحة منهم.

يؤكد خليف على أن تسمية التنظمات هذه بالجهادية، أمر مجاف للحقيقة، فالجهاد يكون دفاعاً عن الظلم، أما التطرف فهو المغالاة في القتل، معتبراً أن نظام الأسد صنع التنظمات المتطرفة، منذ أن اطلق متطرفين وارهابيين من سجونه بداية الثورة.

يرد أبو راس بالقول، إن الاسباب التي دفعت بعض السوريين للانتساب الى تنظيمات متطرفة في سوريا، كثيرة جداً، لكن الأطفال تحديداً كانوا وقود هذه التنظيمات، فالبطالة وتوقف التعليم وعدم القدرة على الحماية الشخصية وحب السلطة، جعلت كثير من الشبان ينتمون لهذه التنظيمات.

لا ينسى ابو راس أن اسباب عقائدية أدت أيضاَ إلى انتماء البعض على تنظمات متطرفة مختلفة في البلاد، معظمهم من غير السوريين الذي قصدوا سوريا لهذا الغرض، فيما ترفض دول اروبية عدة اعادة مواطنيها المنتسبين إلى هذه التنظيمات إلى اراضيها.

تحتاج عملية التأهيل وإعادة الدمج إلى جهد كبير مجتمعي وسياسي، يقول خليف إن المجتمعات المحلية في سوريا، يجب أن تسعى للقيام بذلك، بالذات مع صغار السن ومن هم دون العشرين عاماً.

فيما يرى أبو راس، أن العملية الخاصة بالدمج، تحتاج إلى آليات لا تمتلكها سوريا اليوم، بالذات في المناطق المحررة والخارجة عن سيطرة نظام الأسد، حيث أننا نواجه أطفالاً وعائلات لمقاتلين سابقين أو مقاتلين قتلوا في المعارك في اكثر من منطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى