لك أن تتخيل أن يبحث أب أو ابن أو زوجة، عن غائب منذ سنوات، بين صور جثث مسربة، علéه لا يجد من يحب، بين أكثر من 11 ألفاً من الضحايا، الذين كشفت عنهم الصور المسربة التي باتت تعرف باسم “صور قيصر”.
لم تنشر أي صورة جديدة، يؤكد الدكتور شادي جنيد عضو الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي ضمن برنامج تقاطعات، ما حدث أن الناس باتت تبحث من جديد بين الصور، مع تطبيق قانون قيصر في السابع عشر من حزيران.
يؤكد جنيد أن عدد الصور يفوق خمسة وخمسين ألفاً، لكن عدد الضحايا لا يتجاوز أحد عشر ألف ضحية فقط، حيث تتكرر الصور للجثمان الواحد، فيما تم نشر عدد قليل جداً من الصور حديثاً، بعد أن نشرت جل الصور في عام 2015.
لا تزال العائلات تبحث وتتقصى لكن عدد قليلاً منها مستعد ليكون شاهداً في محاكمة لمجرمي الحرب في سوريا، يقول جنيد، أن العائلات لا تزال تخشى من ملاحقة النظام، لأسباب متعددة، منها أن جزء من العائلات لا يزال يقيم في مناطق نظام الأسد.
من جتهه يقول أمين سر اللجنة السوري للمعتقلين والمعتقلات مروان العش ضمن ذات البرنامج أن عدد ضحايا الثورة الذي ظهرت جثامينهم في الصور، لا يتجاوز 6860 ضحية، فيما تعود الجثث الأخرى لمن قضوا في حوادث مختلفة لا علاقة لها بالاعتقال.
يوضح مروان العش أن الشرطة العسكرية التابعة للنظام، توثق بالصور، كل جثة تصل إليها مهما كان سبب موتها، مثل الحوادث أو الموت الطبيعي حتى، وهذا ما يجعل قرابة 4000 جثة ظهرت في الصور، لكنهم ليسوا ضحايا الاعتقال.
يتابع إن عمليات التحقق التي اتبعتها عدة جهات سورية ومنها اللجنة السورية، مرت بعدة مراحل، حيث بات هناك خبراء سوريون بالكشف عن اصحاب الصور، من خلال عمليات تحليل ومقارنة مع صور قديمة للضحايا، يرسلها عادة ذووهم من أجل التحقق.