رياضة

الحارس الكونغولي كيديابا: سأحتفظ بالرقصة الأخيرة من أجل كرة القدم

مسيرة حافلة جعلت من حارس مرمى فريق “تيبي مازيمبي” الكونغولي، روبرت كيديابا، “أسطورة كرة القدم”، في بلاده الكونغو الديمقراطية.

استعراضاته الراقصة “المميزة”، خلال المحافل الدولية مع منتخب بلاده وفي المباريات المحلية، التي يصفها بـ “رقصة الحرية” كان لها فضل كبير في لمعان نجمه في سماء الكرة المستديرة حول العالم.

فخلال مسيرة امتدت لـ 15 عاما، تمكّن روبرت كيديابا موتيبا (40 عاما) من الفوز بمعظم البطولات والكؤوس مع فريقه “تيبي مازيمبي”، النادي الأشهر في البلاد، والذي لم يغادره منذ إلتحاقه به عام 2001.

كيديابا الذي اختير افضل لاعب في إفريقيا عام 2015، فاز بـ 13 بطولة محلية مع ناديه و 3 كؤوس في دوري أبطال إفريقيا (2010 و2011 و2013)، البطولة الأقوى في القارة السمراء، وبكأس الكنفدرالية الإفريقية، كما توّج 3 مرات بكأس السوبر الإفريقي.

وفي 2010، اكتسب الحارس الكونغولي شهرة دولية خلال مسابقة كأس العالم للأندية بعد وصول فريقه “تيبي مازيمبي” إلى المباراة النهائية في “قمة كروية نارية” بين النادي الكونغولي و انتر ميلان الإيطالي.

مسيرة دولية مع منتخب بلاده ” حافلة بالإنجازات”، قرر روبرت كيديابا في فبراير/شباط 2015 خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية، انهائها بعد بلوغه الـ 39 عاما من العمر.

حارس المرمى الكونغولي، قال للأناضول، في هذا الصدد: “قرار اعتزال اللعب دوليا جاء عن قناعة ذاتية واتخذته قبيل انطلاق المسابقة الكروية الإفريقية”.

نجاح كيديابا نبع من حس التجديد لديه فخلال حصة تدريبية ابتكر رقصة أضحت، لاحقا، رمز انتصاراته تسمى: “كيديبواكي” التي يؤديها للإحتفاء بالأهداف التي يسجلها منتخب بلاده أو ناديه الكونغولي.

الرقصة “المميزة” تتمثل في الجلوس على عشب الميدان وتحديدا في منطقة جزائه عبر مد القدمين ودفعهما إلى الأمام بواسطة حركة اليدين.

الاستعراض الراقص “مصدر إلهامي”، بهذه الكلمات تحدث حارس “تي بي مازمبي” واصفا حركته بـ “رقصة الحرية”، باعتبارها تحيل على الفوز والتقدم دون فقدان رباطة الجأش.

وبخصوص خططه المستقبلية في أعقاب مسيرته “الاستثنائية” التي اقتربت من النهاية، رد كيديابا: “سأحتفظ بالرقصة الأخيرة من أجل كرة القدم، على أنغام أغنية” “دريفترز” التي أداها المغني جيري لي لويس وفريق البيتلز.

روبرت كيديابا هذا الأب لـ 3 أطفال أعرب عن عدم نيته التخلي عن ميدان كرة القدم “حتى بعد اعتزال اللعب”.

“بعد مسيرة كيديابا في حراسة المرمى، قد يصبح مدرب فريق كونغولي أو معد بدني”، تابع الحارس “مشواري سيتواصل لاحقا”.

وفي الربع الأخير من عام 2015، قدم روبرت كيديابا ترشحه للانتخابات النيابية المحلية في الكونغو الديمقراطية، غير أن تأجيل سلطات بلاده للعملية الانتخابية بسبب “مشاكل تنظيمية ومادية” عطل “طموحات” هذا الرياضي السياسية.

هل مازال يحلم بذلك؟ سؤال طرحه مراسل الأناضول قابله كيديابا بابتسامة متجنبا الرد.

تقدم الحارس المخضرم في العمر (40 عاما) وقرب نهاية مشواره الرياضي، دفع ناديه “تي بي مازمبي” للبحث عن بديل “قوي” قادر على سد مكان كيديابا في الفريق.

وتعاقد النادي “الأقوى” مع الإيفواري سيلفان غبوهو الذي بات يقحم في تشكيلة الفريق الأساسية خلال المباريات الهامة شيئا فشيئا.

“إفساح المجال للآخرين” شغل تفكير الحارس الكونغولي منذ زمن، بسبب رغبته في تسليم المشعل لـ “الأجدر”، وفق كيديابا.

وبعد تتويج “فهود” المنتخب الكونغولي ببطولة أمم إفريقيا للمحليين، في فبراير/شباط 2016، أشاد روبيرت كيديابا بأداء الحارس لي ماتمبي “المميز”.

“أنا فخور بأداء ماتمبي”، أضاف كيديابا بنبرة مشحونة عاطفة “هذا البلد يضم طاقات شابة قادرة على احراز الكؤوس على الدوام”.

“موهبة” كيديابا شكلت علامة فارقة في عالم حراسة المرمى الإفريقية وأصبحت حديث عشاق الكرة المستديرة في القارة السمراء.

وفي هذا السياق، أوضح الصحفي الرياضي الكونغولي كوبا أدريان للأناضول: “كيديابا يستحق تقدير الكونغوليين بفضل انضباطه وتفانيه في العمل ما جعل منه مصدر الهام للكثيرين”.

وبكلمات مؤثرة أدلى بها فلوران إيبونج، مدرب “الفهود” الكونغولية لوسائل إعلام أجنبية: “سوف يظل كيديابا أحد أفضل حراس المرمى على مر تاريخ كرة القدم الكونغولية “.

وطن إف إم / اسطنبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى