انغمس برشلونة في أزمة احتمالية انتقال نجمه البرازيلي الموهوب نيمار، وهو بالطبع أمرٌ غاية في الأهمية، لأنه يمس نجم كبير كان يُعد لأن يكون خليفة الأسطورة ميسي في المستقبل، كما تعتبر ضربة شديدة لهيبة الفريق، بخروج نجمه قسرًا وعلى غير رغبة منه، بجانب الصدمة من خيانة الجناح البرازيلي للفريق الكتالوني.
ومحاولات البرسا المتلاحقة لعدم رحيل نيمار من جهة، والبحث عن بديل محتمل له من جهة أخرى.. جعلت الفريق يتناسى ويغفل عن مشكلة فنية في غاية من الأهمية، وكان من المفترض أن تكون هي أهم الامور التي تبحث عن حل هذا الصيف.
والحديث عنا عن صفقات الميركاتو الصيفيّ، من أجل رتق وتدعيم المراكز العديدة التي تئن من الوهن بالفريق، والتي تسببت في خسارته لقب الدوري الإسباني، بجانب الخروج من دوري الأبطال.
ولعل أهم ما كان من المفترض أن يدعمه برشلونة، ومدربه الجديد فالفيردي، هو هذه المراكز
– قلب الدفاع: من الجليّ في الموسم الفائت، أن مردود الثلاثي، بيكيه وماسكيرانو واومتيتي، كان متذبذبا، بل كان أقرب للتدني فنيا وبدنيا، خاصة بيكيه وماسكي، فكلاهما تسببا في معاناة بالغة للفريق الكتالوني، بسبب بطئهما وتقدم عمرهما، وبات تواجدهما في تشكيلة الفريق، اشارة للفريق المنافس باللعب على المرتدات السريعة للتهديف، بجانب رحيل ماثيو، وبالطبع انا اتحدث هنا عن البدائل العددية وليس قيمته الفنية بطبيعة الحال، لذا كان من المنتظر ان يكون من ضمن اجندة ميركاتو البرسا، التعاقد مع قلب دفاع قوي وسريع وصاحب خبرات.
– الظهير الأيسر: الحالة الفنية السيئة التي ظهر بها الظهير الإسباني البا خلال معظم اوقات الموسم المنقضي، تحتم على الفريق ضرورة انتداب ظهير آخر، من اجل زيادة المنافسة، وتدعيم هذا المركز الذي سبب أرق للمدرب انريكي طوال الموسم.
– لاعب الارتكاز: من بين المراكز التي تحرك بالفعل مسؤولي البرسا لتدعيمها هذا الميركاتو، مركز الوسط الدفاعي، بمحاولات مضنية لجلب البرازيلي باولينهو، والإيطالي فيراتي، ولكن محاولاته بائت بالفشل، ولم تسفر عن جديد، ومن المستهجن أن يعيد الفريق الكتالوني أزمة الموسم الفائت مجددا بالموسم القادم، فتواجد جوميز بات امرا سلبيا وواضح للجميع، فاللاعب مفتقد للانسجام في طريقة لعب البرسا، وتشعر بأنه عازف يعزف نشاز في فرقة موسيقية، وتأخير ضم لاعب حيوي بجانب بوسكيتش، ومع تقدم عمر إنييستا وضعف لياقته وكثرة إصاباته، وكذلك عدم الاقتناع ب رافينها وانباء قرب رحيله، كل هذا يجعل لا مفر من انتداب لاعب ارتكاز ومحور لعب ديناميكي، لتخفيف العبء على خط الهجوم وعدم ارهاقه بالعودة كثيرا للخلف.
كلمة أخيرة.. من المتعارف عليه في جميع الأندية، انه المدرب يسلم المدير الرياضي، قائمة بالمراكز المطلوب تدعيمها، ويتنافشا سويًا بعدها في الاسماء المرشحة، وهو امر يضع خريطة طريقة للميركاتو، ولكن.. ما نشاهده في ميركاتو البرسا، هو نوعٌ من اللا تخطيط المصحوب بحالة عشوائية في الفكر، قد تجعل الموسم المقبل اسوأ بمراحل على البلاوغرانا من موسمه الاخير.
المصدر : يوروسبورت