كثيراً ما يبدو تقديم طعام جديد للطفل مثل معركة حامية له مع أهله، الخاسر الدائم فيها هم الأهل. وبحسب دراسة حديثة، فإن المشكلة لا تكمن بالضرورة في الطعام، وإنما في شخصية الطفل بحد ذاتها.
وبحسب الباحثين، فإن الأطفال الأقل حيويةً وتفاعلاً مع الوسط المحيط يكونون أكثر مقاومة للأطعمة الجديدة.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة كاميرون مودينج، الباحثة بجامعة كولورادو الأميركية: “تظهر منذ بدايات الطفولة علامات تكشف عن شخصية الطفل وطبيعته النفسية، وما إذا كان يتفاعل بإيجابية مع المحيط والأشياء الجديدة، أو يمارس سلوك الانسحاب وينكفئ على ذاته حيالها. وقد لاحظنا بأن دراساتٍ قليلة جداً حاولت تحري العلاقة بين سلوك الانكفاء الاجتماعي لدى الطفل وسلوكه الغذائي مع الأطعمة الجديدة، وهو ما أردنا بحثه في هذه الدراسة.”
قام الباحثون بمراقبة سلوك 136 طفلاً عند تقديم ألعاب جديدة لهم في الأشهر الثمانية عشرة الأولى من حياتهم. وقد خلصت النتائج إلى أن الأطفال الذين بدوا متحفظين مع الألعاب الجديدة كانوا أقل تقبلاً للأطعمة الجديدة أيضاً.
وبحسب الباحثين، فإن ذلك يشير إلى وجود علاقة بين شخصية الطفل وسلوكه الغذائي.
تقول مودينج: “لقد تفاجأنا بمدى التشابه بين سلوك الأطفال في تقبل الألعاب الجديدة وسلوكهم في تقبل الأطعمة الجديدة. وإن هذا الارتباط لم يكن مقتصراً على الأطفال بعمر 12 شهراً وحسب، وإنما استمر لعمر 18 شهراً أيضاً.”
وتؤكد مودينج على أهمية ألا يستسلم الآباء لرغبات أطفالهم، وأن يستمروا بمحاولة إدخال أطعمة جديدة إلى نظامهم الغذائي.
تقول مودينج: “ينبغي عدم اليأس! فقد أظهرت دراسات سابقة بأن الأطفال يمكنهم التأقلم مع الأطعمة الجديدة وقبولها إذا استمر الأهل بعرضها عليهم. قد يأخذ الموضوع حوالي 8 إلى 10 محاولات، ولكن الأطفال غالباً ما يرضخون في النهاية.”