قامت شركة “ابل” بالإعلان عن جوالها الجديد “آيفون 6s” منذ فترة ليست بالكبيرة وكما هو متوقع أعلنت الشركة عن عدة مميزات جديدة مثل خاصية “3D Touch” ونظام تشغيلها الجديد بالإضافة لمعالج “A9” الجديد
ولكن منذ أن بدأ الجوال بالوصول للمستخدمين وعمل البعض على تحليل مكوناته المختلفة اتضح أن هناك مشكلة بسيطة (قد يراها البعض مشكلة كبيرة) وهي تتعلق بالمعالج، فالنسخ المختلفة من “آيفون 6s” لا تحتوي على نفس المعالج !
حسنا، في البداية يجب عليك أن تعرف أن شركة “ابل” لا تقوم بتصنيع المعالج بل هي تعمل على تطوير التقنيات المختلفة في معاملها بينما تقوم إحدى الشركات الشهيرة بصناعة المعالج لها والشركة التي تتولى هذا الأمر عادةً هي شركة “TSMC“.
ولكن هذا العام قررت “ابل” أن تستعين بشركة “سامسونج” أيضاً في صناعة المعالج فشركة “TSMC” لم تستطع أن توفر كمية كبيرة تصل إلى 13 مليون معالج بمفردها لذلك تم اللجوء لشركة “سامسونج” لإنتاج كمية كافية من المعالجات.
المعالجان يمتلكان كافة تقنيات “ابل” الحديثة دون أي اختلافات تذكر تماما ولكن الاختلافات جاءت في بعض الأمور البسيطة ألا وهي حجم شريحة المعالج.
هذا هو الأمر الغريب الذي لم تفسره الشركات الثلاث “ابل” و”سامسونج” و”TSMC” فبينما اعتمدت الشركة الأخيرة على شريحة معالج بحجم 104.5 مم بتقنية 16 نانوميتر اعتمدت سامسونج على شريحة معالج بحجم 96 مم فقط وبتقنية 14 نانوميتر، وهو الأمر الغريب حيث إنه من المتوقع توافق كلا المعالجين في كل شيء.
ما نتيجة هذا الاختلاف؟
النتيجة أن الجوالات التي تحتوي على شريحة معالج “TSMC” استطاعت الصمود لوقت أطول فهي تستهلك بطارية أقل من معالجات “سامسونج” كما أوضحت الاختبارات في تطبيقات الاختبار المختلفة مثل “GeekBench” ولكن..
تذكر دائما أن تطبيق “GeekBench” يعمل بطريقة مختلفة عن الاستخدام اليومي للجوال فالتطبيق يقوم بجعل المعالج يعمل بأقصى قوته حتى يستطيع قياس مدة البطارية وفي تلك الاختبارات كان معالج سامسونج يعمل بشكل أقوى قليلا من معالجات “TSMC” لذلك استهلك بطارية الجهاز بشكل أكبر.
هل هذا يعني أن معالج “سامسونج” أقوى؟
إن اعتمدنا على تطبيقات الاختبار المختلفة فسيبدو أن المعالج أقوى وهو في الحقيقة أقوى ولكن بشكل غير ملحوظ تماما ففي الاستخدام اليومي لن تقوم باستخدام كامل طاقة المعالج حتى وإن قمت باستخدام كافة تطبيقات الجوال في وقت واحد فنظام التشغيل يملك القدرة على جعل الأمر متوافقا بشكل جيد مع استهلاك البطارية وهو عكس ما تفعله تطبيقات الاختبار التي تجبر النظام على العمل بكافة طاقة المعالج لوقت طويل.
في اختبارات الاستخدام اليومي لم تصل الفروقات بين بطارية الجوال الذي يمتلك معالج سامسونج والآخر الذي يمتلك معالج “TSMC” إلى أكثر من 3%، فعند تشغيل مقطع يوتيوب موحد على كلا الجوالين انتهى المقطع الطويل وفرق البطارية بين النسختين 2% فقط وهي النسبة التي أكدتها شركة “ابل” وقالت إن الأمر لن يتعدى تلك النسبة أبداً.
هل أنت مقبل على شراء “آيفون 6s” وترغب في معرفة النسخة قبل شرائها؟ للأسف الأمر مستحيل، فقط عليك بشراء الجوال والبدء باستخدامه ثم تحميل تطبيق “Lirium” من متجر التطبيقات للتعرف على نسختك.
الحكومة التايوانية قامت ببدء التحقيق في الأمر وفي اختلاف عمر البطارية بين كلا المعالجين ولكن سبقتها الولايات المتحدة بتلك التحقيقات ووصلت في النهاية إلى أنه لا فارق بين كلا الجهازين فهي كما قالت “ابل” لن تتعدى 3% بين كليهما.
وفي النهاية الأمر لا يستحق كل هذا القلق، فلا يوجد أي فارق في الأداء ملحوظ بين كلا المعالجين والبطارية أيضاً تعمل بشكل جيد على كليهما ولن تتعدى الفروقات 3% أبداً، فإن كنت قلقا من شراء الجوال لا داعي لهذا القلق فقط قم بالحصول على نسختك المفضلة من الجوال فور توفره بدولتك.
المصدر : موقع أرقام ديجيتال