يواجه الناجون من السكتة الدماغية خطراً عالياً للنزف، وذلك بسبب تناولهم لأدوية مميعة للدم تهدف إلى الوقاية من الإصابة بسكتات دماغية جديدة. وقد تمكن باحثون من تطوير نموذج جديد يمكن بواسطته التنبؤ بأولئك الذين يواجهون الخطر الأعلى للنزف من بين مرضى السكتة الدماغية.
ففي دراسةٍ حديثة، قام باحثون بتحليل بيانات ست دراسات ضخمة أجريت على الأشخاص الذين نجوا من سكتة دماغية كبرى أو صغرى (نوبة إقفارية عابرة). اشتمل التحليل على أكثر من 43 ألف مريض. وقد أشارت البيانات إلى أن 1530 شخصاً منهم عانوا من حوادث نزفية خطيرة في الدماغ أفضت بهم إلى الموت أو الإعاقة أو الإقامة في المستشفى.
وبحسب الباحثين، فإن خطر تلك الحوادث النزفية يبلغ 1.9 في المائة في السنة الأولى عقب النجاة من السكتة الدماغية، و4.6 في المائة على مدى السنوات الثلاث اللاحقة.
ولتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بحوادث نزفية خطيرة، قام الباحثون باقتراح نموذج مؤلف من عشرة عوامل لتقييم خطر النزف.
اشتملت العوامل تلك على: الذكورة، التدخين، تناول الأسبرين مع أو بدون ديبيريدامول أو تناول الأسبرين مع كلوبيدوجريل، ارتفاع ضغط الدم، وجود إعاقة ناجمة عن السكتة الدماغية، إصابة سابقة بالسكتة الدماغية، انخفاض الوزن، التقدم في السن، الانتماء لعرقية آسيوية، الإصابة بالسكري.
وبحسب نتائج الدراسة، فقد كان التقدم في السن هو العامل الأكثر أهمية لتوقع خطر النزف عند المريض، فقد بلغت نسبة حدوث النزف عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45-55 سنة بدون وجود عوامل أخرى للنزف حوالي 2 في المائة. في حين وصلت النسبة إلى 10 في المائة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75-88 سنة مع وجود عوامل أخرى.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة نينا هيلكينز، الأستاذة بكلية الطب بجامعة أوتريخت بهولندا: “إن الزيادة في خطر النزف المترافقة مع التقدم في السن تبدو ذات أهمية خاصة بالنظر إلى التزايد المستمر في أعداد المسنين الذين يُصابون بسكتات دماغية صغرى.”
وبحسب هيلكنز، فإن حوالي 30 في المائة من السكتات الدماغية تحدث عن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة.
وتختم هيلكنز بالقول: “على الرغم من أن هذا النموذج مصمم لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للحوادث النزفية، إلا أنه لا يهدف إلى التأثير على الخطة العلاجية بمضادات التخثر، إذ ينبغي دائماً المقارنة بين فوائد تلك الأدوية ومخاطرها.”