لا يخفى على أحد مدى تعلقنا جميعاً بأجهزة هواتفنا الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي قدمتها إلينا الصناعة الحديثة ولكن يبدو أن الأمر بدأ يزيد عن حده، ويتجاوزه إلى ما قد يضر بصحتنا وعلاقاتنا الاجتماعية.
فبحسب دراسة حديثة أجرتها شركة غربية متخصصة بأمن الهواتف الذكية، فإن ما نسبته 63 في المائة من النساء و73 في المائة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 سنة لا يمكنهم البقاء ساعة واحدة دون استخدام هواتفهم المحمولة وتفقد الإشعارات الواردة أو استخدام التطبيقات المختلفة عليها.
وبحسب الدراسة التي جرى نشرها مؤخراً في مجلة First Monday الإلكترونية، فإن بعض الطلاب المشاركين في الدراسة الذين طُلب منهم التوقف مؤقتاً عن استخدام برامج وسائل التواصل الاجتماعي، لم ينجحوا في العثور على بدائل لها يملؤون وقتهم بها، وأن الكثير من أولئك الطلاب شعروا بأنهم بمعزل عن العالم.
إلا أن ذلك الاتصال بالعالم غالباً ما تكون له ضريبته، وعلى حساب أمور أخرى. فعلى سبيل المثال، يُفرط الكثيرون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحيث تطغى على نشاطات أخرى، مثل ممارسة التمارين الرياضية، فتصبح حياتهم أقرب إلى النمط الخامل أو الساكن.
واقترحت الدراسة التي أُجريت بجامعة هارفارد الأمريكية أن الانشغال المستمر بالدردشات على وسائل التواصل الاجتماعي والرد على رسائل البريد الإلكتروني قد يُقلل من إنتاجية الشخص ويُقلل من رضاه عن حياته الخاصة والاجتماعية. كما خلصت دراسة نفسية أجريت مؤخراً إلى أن 44 في المائة من الأشخاص الذين يتفقدون بريدهم الإلكتروني بشكل مستمر يشعرون بالانقطاع عن عائلاتهم إما بشكل مستمر أو متقطع.
ومن جهةٍ أخرى، فإن الاستخدام المنتظم للأجهزة الإلكترونية (بما فيها الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسب، والأجهزة الكفية، وشاشات التلفاز) في ساعة متأخرة من الليل يرتبط باضطرابات النوم والشدة النفسية والاكتئاب، وأن الخطر يزداد طرداً بزيادة استخدام تلك الأجهزة.
إذن، ما هو الحل؟
الحل ببساطة هو أن يخصص كل شخص أوقاتاً يمتنع فيها عن استخدام هاتفه الذكي. كما يمكن تخصيص يوم عالمي في السنة يمتنع الناس فيه نهائياً عن استخدام تلك الأجهزة.
ويمكن لكل شخص أن يبدأ بنفسه، فيقوم بإطفاء جهاز هاتفه قبل ساعة من موعد نومه. قد يبدو الأمر صعباً بالبداية، ولكن سرعان ما سيعتاد على هذا الأمر ويشعر بفوائده الجمة، ويساعده على الاسترخاء والراحة.