تشهد سماء المنطقة العربية وأوروبا يوم الجمعة 27 يوليو/تموز 2018 الجاري -الموافق للرابع عشر من ذي القعدة 1439 للهجرة- خسوفا كليا (دمويا) للقمر بنسبة تبلغ 161%.
وسيظل القمر خاسفا كليا في ظل الأرض لمدة ساعة و43 دقيقة، ويستمر الخسوف منذ بدايته وحتى نهايته (دون احتساب فترة خسوف شبه الظل) مدة ثلاث ساعات و55 دقيقة، ابتداء من الخسوف الجزئي لحظة دخول أول حافة للقمر في ظل الأرض وحتى خروجه كاملا.
وسيبدأ الخسوف في تمام الساعة التاسعة و24 دقيقة مساء بتوقيت مكة المكرمة، وهو بداية الخسوف الجزئي للقمر الذي يبدأ فيه ظل الأرض بحجب القمر البدر رويدا رويدا حتى يغطيه تماما في تمام الساعة العاشرة والنصف مساء.
ويستمر القمر واقعا في ظل الأرض حتى الساعة الثانية عشرة و13 دقيقة بعيد منتصف الليل، وهي فترة الخسوف الكلي التي تمتد ساعة و43 دقيقة، ليعود بعدها إلى مرحلة الخسوف الجزئي الثانية التي تنتهي في تمام الساعة الواحدة و19 دقيقة فجر يوم السبت.
ويعد هذا الخسوف أطول خسوف كلي للقمر منذ مئة سنة، إذ سيستمر في جميع مراحله (مرحلة خسوف شبه الظل ومرحلة الخسوف الجزئي ومرحلة الخسوف الكلي) مدة 6 ساعات و14 دقيقة.
ويحدث الخسوف حين يكون القمر بدرا تاما -أي في منتصف الشهر القمري- بشرط أن يقع على استقامة شديدة مع الشمس والأرض.
وتعد حوادث الخسوف قليلة جدا، وسبب ذلك أن القمر يدور حول الأرض في مدار بيضاوي مائل قليلا عن مدار الأرض حول الشمس، ولو لم يكن هذا الميل موجودا لكان المداران متطابقين، ولشهد سكان الأرض خسوفا وكسوفا كل شهر.
ومن المحتمل أن يظهر الخسوف دمويا مائلا للحمرة الداكنة بسبب البراكين التي ثارت في كل من غواتيمالا وهاواي وإندونيسيا خلال الشهرين الماضيين، إذ إن رماد البراكين العالق في الغلاف الجوي يعمل على حجب أشعة الشمس المنكسرة والمتسربة عبر هواء الأرض والتي تعمل على إضاءة سطح القمر أثناء مرحلة الخسوف الكلي، وهو السبب الرئيس في تغير لون القمر بين أصفر وبرتقالي وأحمر، وإلى بني في بعض الأحيان.
ولو لم يكن للأرض غلاف جوي يحيط بها، لاختفى القمر في كل خسوف كلي يشهده أهل الأرض، إذ لا أشعة ضوء ستتسرب إلى سطحه حينئذ.
وقد حدث في عام 2011 أن ثارت ثلاثة براكين قبيل حدوث خسوف القمر الكلي في 15 يونيو/حزيران من العام نفسه، فظهر البدر الخاسف بلون بنّي كاد يغيب عن الأنظار.
وقد سبق هذا الخسوف كسوف جزئي رُئي في المحيط الهادئ بين قارة أستراليا والقارة المتجمدة الجنوبية، وقد مس الحافة الجنوبية الشرقية من قارة أستراليا، وذلك يوم 13 يوليو/تموز الجاري، في حين سيتبعه كسوف آخر هو كسوف يوم 11 أغسطس/آب الجزئي الذي يحاكي الكسوف العربي الأكبر، والذي حدث في التاريخ نفسه من العام 1999 وكانت له أصداء عربية كبيرة جدا، إذ شوهد كليا في موصل العراق. غير أن هذا الكسوف سيكون جزئيا يرى من شمال أميركا وغرينلاند وأجزاء من شمال قارة آسيا.