تحولت شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر والأشهر في العالم فيسبوك إلى واحدة من أهم أدوات تحليل الشخصية التي تستفيد منها أجهزة الاستخبارات والأمن في العالم، إذ تبين أن سلوك الشخص على فيسبوك يمكن تحليله بسهولة ليتم تحديد ملامح الشخصية ومواصفاتها.
وأكد باحثون أن ضغطات الإعجاب والمشاركة على فيسبوك يمكن أن تكشف الكثير من سمات شخصيات المستخدمين لدى تحليلها عبر برامج كمبيوترية خاصة. وطور باحثون من جامعتي كامبريدج وستانفورد برنامجاً كمبيوترياً يستطيع التنبؤ بسمات الشخصيات بناء على ضغطات الإعجاب (Like) التي قاموا بها على شبكة «فيسبوك».
ويحلل البرنامج الشخصيات بناء على نظرية عناصر الشخصية الخمسة، وهي الانفتاح والاجتماعية والتوافق والضمير والعصبية.
وأوضح الباحثون أن برنامجهم الكمبيوتري نجح في التنبؤ بسمات الشخصية بدقة كبيرة فاقت قدرة الأقارب والزملاء على القيام بالمهمة.
وقال ميشيل كوسينسكي، أحد المشرفين على الفريق البحثي، أن نتائج الاختبارات التي خضع لها البرنامج كانت مذهلة بحيث أظهرت تفوق الكمبيوتر في تحليل الشخصية على البشر، الذين يفترض فيهم البراعة في هذا المجال.
وقام الباحثون بإخضاع برنامجهم، الذي طور وفق خوارزميات خاصة، للاختبار على نحو 86220 مستخدم لشبكة فيسبوك، وتمت مقارنة نتائج تحليل الشخصية باستبيانات لهؤلاء المستخدمين حددوا فيها شخصيتهم، وباستبيانات أخرى لأصدقاء وأقارب لهؤلاء المشاركين في الاختبار.
وأضاف كوسينسكي أنه كلما زادت ضغطات الإعجاب التي يوفرها المستخدمون للتحليل من قبل البرنامج، كلما كانت نتائج تحليل الشخصية دقيقة للغاية.
وشدد الباحثون على أن برنامجهم يؤكد قدرة الكمبيوتر على التنبؤ ببعض الأمور بدقة تفوق التنبؤات البشرية مثل قيام الشخصية بتعاطي المخدرات أو تحديد مواقفها السياسية إضافة إلى توضيح سماتها النفسية.
ويمثل هذا النوع من البرامج كنزاً مفيداً وبالغ الأهمية لأجهزة الأمن والاستخبارات التي أصبحت تخصص جيوشاً من الخبراء لملاحقة الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعي وتتبع أنشطتهم ومن ثم تحليلها لمعرفة توجهاتهم وآرائهم.
وطن اف ام