شهدت 2015 تغيرات سياسية كانت أقرب للقفزات منها للخطوات في طريق إيجاد الحل للأزمة السورية وإن كانت بغلافها الخارجي تظهر ثباتا وركودا في المواقف العالمية المعنية بالشأن السوري وأبت السنة أن تنتهي دون أن تضع البصمة الكبيرة على الوضع السوري بحدثين هامين شكلا انعطافا قيل إنه سيكون تاريخي
خارطة طريق جديدة للحرب في سوريا
خمس سنوات من مناداة ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالعمل الجدي اتجاه القتل والدمار الحاصل في سوريا أفضت في 2015 لتبني مجلس الأمن الدولي بالاجماع قراراً يدعم خطة طموحة لوقف الحرب في سوريا. القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي ينص على أن تبدأ “في مطلع كانون الثاني مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة” حول عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سوريا، كما ينص على أن يتزامن بدء هذه المفاوضات مع سريان وقف إطلاق نار في سائر أنحاء سوريا ويطلب القرار من الأمم المتحدة أن تعد ضمن مهلة شهر “خيارات” لإرساء “آلية مراقبة وتحقق” من حسن تطبيق وقف إطلاق النار.
كما يطلب منها أن “تجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة من أجل أن البدء بمفاوضات رسمية حول عملية انتقال سياسي بشكل عاجل، على أن تبدأ المباحثات في بداية يناير 2016”.
وكذلك، فإن القرار يشير إلى أن مجلس الأمن “يؤكد دعمه لإعلان جنيف” الصادر في يونيو 2012 بشأن الانتقال السياسي في سوريا، و”يصادق على تصريحات فيينا”.
في غضون ذلك نشرت وكالة رويترز تقريرا حول ما وصفته بمؤشرات على احتمال تخفيف إيران من اعتراضها على رحيل الأسد عن السلطة، ونقل المصدر عن دبلوماسيين قولهم إنه على الرغم من تمسك روسيا بتأييدها الحازم للأسد علانية فقد أوضحت للدول الغربية في الآونة الأخيرة أنه لا يوجد لديها اعتراض على تنحيه عن السلطة في إطار عملية السلام.
كما أفادت التصريحات بأن تنسيقا إيرانيا روسيا جرى بهذا الشأن بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد آية الله خامنئي في طهران.
ماقبل خارطة الطريق
الحدث الأبرز والذي يعتقد المحللون أنه مهد او كان من ضمن التيار الذي أزال العقبات أمام تبني مجلس الأمن خارطة الطريق هو مؤتمر الرياض الذي جمع عددا كبيرا من أطياف المعارضة المسلحة الوسياسية و تمخض عن لجنة مخصصة لإجراء المفاوضات مع نظام الأسد الذي أبدى عدم استعداده للتفواض على لسان بشار الأسد في أكث من مقابلة تلفزيونية مع أقنية إعلامية غربية والأسد استفاد أيضا التغييرالصريح في مواقف بعض الدول ذات الثقل العالمي اتجاهه كالولايات المتحدة التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن الحل في سوريا يمكن تحقيقه بوجود الأسد إلى جاانب تغيير الموقف السياسي الفرنسي الذي اعتبر أن الأسد ليس من أوللويات السياسة الخارجية الفرنسية وإنما تنظيم الدولة وبذلك تكون فرنسا وبعد اعتداءات تنظيم الدولة عليها وافقت على التخلي عن رحيل الأسد كشرط للحل السياسي وأن من الجيد أن تشارك قوات الأسد بالحرب على تنظيم الدولة ما يعني أن شرعية نظام الأسد لم تعد محل شك لدى هذه الدولة.
مؤتمر الرياض أثار جدلا كبيرا حيث اعتبره البعض مؤتمرا لتحديد الفصائل الاإرهابية و الشرعية على الاراضي السورية طبقا لاقتراح سيرغي لافروف عندما التقى المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في 4/11/2015 وبدها أوكل الأمر للأردن لوضع القوائم التي تفصل بين الجهات الإرهابية والشرعية ليأتي مؤتمر الرياض داعيا الفصائل العسكرية للتباحث والاتفاق وكان عددها 15 فصيلا إضافة لمعارضين مستقلين وهيئة التنسيق ومؤتمر القاهرة والائتلاف الوطني.
لكن المؤتمر شهد انسحابات قيل أنها كانت تسعى لإفشاله كما فعلت حركة أحرار الشام حيث أعلنت أنها لن توقع على البيان الختافي لأن هيئة التنسيق من ضمن المدعويين ثم تراجعت كما انسحب هيثم مناع الذي أسس تيار القمح في الشهر الثالث والذي اتهم مؤتمر الرياض بأنه يسمعى لتغيير الحقائق وتجنيد المعارضين كشهود زور فيما قالت إيران إنه سيؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية المرتقبة.
الدور الروسي وصياغة المعارضة
روسيا كانت وما تزال السند السياسي والعسكري للأسد ففي تشرين الأول دعت روسيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في سوريا معلنا أن موسكة مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب
ورغم استضافة موسكو لمؤتمر موسكو 2 إلا أن ذلك لم يغير بالمواقف كثيرا فالائتلاف الوطني لم يحضر وستيفان ديمستورا ايضا رغم الإعلان أن محاور المؤتمر ستكون سيادة سوريا ووحدة أراضيها وحل القضية السورية بطرق سياسية بناء على مؤتمر جنيف لكن ذلك لم يغر بعض الأطراف في الانضمام للمؤتمر ليقتصر فقط على معارضة الداخل وبعض معارضة الخارج أو ما يسمى بالمعارضة الناعمة التي أعلنت عن فشل المؤتمر كما قال حسن عبد العظيم بأن المؤتمر فشل بسبب سلوك وفد نظام الأسد لرفضه الموافقة على مناقشة وإقرار إجراءات بناء الثقة واتفق الجميع على توجيه رسالة إلى بان كيمون تدعوه لاستئناف مسار جنيف السياسي والتوجه نحو جنيف 3.
مؤتمرات حدثت ولم تحدث فرقا
المؤتمرات استمرت خلال 2015 وكان منها مؤتمر استانا 2 شارك فيه 37 عضوا منهم رئيسة حركة المجتمع التعددي رندا قسيس لكن المؤتمر لم يك محل اهتمام إعلامي جدي وقتها رغم المقررات التي خرج بها
محادثات فيينا
قال عنه توني لينكن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لا يجب أن نتوقع تقدما كبيرا في المحادثات بفيينا الأمر الذي ثبت بعد انتهاء المحادثات التي دارت بين وزراء خارجية 17 دولة منها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية والعراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات وتركيا وفرنسا وألمانيا والصين وترأسه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال إن المشاركين وافقوا على أن وحدة الاراضي السورية وطابعها العلماني أمر أساسي وأن مؤسسات الدولة يجب أن تبقى كما هي ولكن المستغرب كان مشاركة إيران في فيينا رغم الأمر الذي أصدره آيه الله علي خامنئي والذي يحظر على حكومة حسن روحاني التفاوض مع حكومة الولايات المتحدة بخصوص مستقبل سوريا إلا أن المفاوضات حصلت. وبشكل مشابه جرت في الشهر الثامن بين السعودية وروسيا أكدت على التمسك ببينا جنيف 1 كأساس للتسوية.
بيانات حول سوريا
أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية 232 بيانا ورسالة وإعلانا وخطابا في 2015
بينما أصدرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في دمشق
42 بيانا وتصريحا ولقاء صحفيا تناول الوضع السوري
أهم الأحداث
مؤتمر الرياض
مؤتمر موسكو
مؤتمر الاستانة
تعيين ما يكل راتني مبعوثا أمريكيا إلى سوريا
وطن اف ام