أقلام وآراء

داعش والأسد ومحاولة العودة من بوابة تدمر

 تضعنا التطورات اليومية في العراق وسورية أمام احتمال قيام دولة داعش، بعدما بات التنظيم يسيطر في صورة شبه تامة على أكثر من مساحة ثلث العراق وأجزاء واسعة من سورية.

نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” واشنطن: داعش تنظيم لم نرَ مثله ! “
للكاتب عبد الرحمن الراشد نطالعه في صحيفة الشرق الاوسط .
يقول الكاتب بداية : في لقاء مع الصحافة وصف مسؤول أميركي كبير كيف سقطت مدينة الرمادي العراقية وقال إن داعش تنظيم لم نرَ مِثْله من قبل , شيء مفزع وتقييمنا الآن أنها ستكون حربًا طويلة لسنوات فهذا تنظيم أكثر تطورًا وخطورة من سابقه تنظيم القاعدة.
وبحسب الكاتب : لا يفترض أن يخص القلق الغرب بل إن داعش أكثر خطرًا علينا منه عليهم. هناك جيش جرار يقدر بعشرين ألفًا من الإرهابيين يزحف ولم يستطع أحد إيقافه منذ عام ونصف العام رغم ضخامة الموارد العراقية ورغم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي الأميركي والمساندة الإيرانية أيضًا.
يضيف الكاتب : اليوم كل المؤشرات تدلنا على أن داعش تنظيم يخدم بطريقة غير مباشرة النظامين السوري والإيراني. ولولا داعش لما انقلبت دول العالم ضد الثورة السورية، ولا أصبح نظام الأسد خيارًا مطلوبًا لمواجهة الجماعات الإرهابية. ولولا «داعش» اليوم في العراق لما رأينا تزايد نفوذ إيران عسكريًا فيه.
ينتهي الكاتب للقول : طلائع جيش «داعش» تقترب من حدود السعودية والأردن ولم نرَ لها نشاطًا من قبل ضد إيران على الإطلاق. فآلاف المقاتلين الأجانب تجمعوا في سوريا، وهاجموا المناطق السنية الجنوبية ثم عبروا الحدود إلى محافظات سنية عراقية، واستولوا على الموصل والفلوجة والآن الرمادي وهم يقومون بقتل وتشريد آلاف السكان هناك وحرق منازلهم، يزحفون وفق خط بري مستقيم منذ عام ونصف العام جنوبًا وليس شرقًا.
——————–
بالانتقال إلى صحيفة العرب اللندنية ونطالع فيها مقالا
للكاتب سلام السعدي بعنوان :
” داعش والأسد ومحاولة العودة من بوابة تدمر “
بداية يقول الكاتب : يبدو المشهد في كل من محافظة الرمادي العراقية ومدينة تدمر السورية متشابها إلى حد ما. هجوم كاسح لتنظيم الدولة الإسلامية على المنطقتين انتهى بفرار عناصر من الجيش النظامي , ولا يدع هذا التقدم العسكري اللافت أي مجال للتشكيك في قدرات تنظيم الدولة، إذ تبيّن أنها لا تزال كبيرة.
يتابع الكاتب : ربما ثمة اختلاف في حجم الاستعداد في كلتا المعركتين. إذ لم يباغت تنظيم داعش الجيش العراقي كما فعل العام الماضي عندما سيطر على مدينة الموصل. فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت عدة غارات جوية في محيط مدينة الرمادي خلال أقل من 24 ساعة في محاولة فاشلة منها لمنع سقوطها. أما في سوريا فقد جاءت سيطرة التنظيم مفاجئة، وذلك بعد أشهر من غياب أخبار التنظيم وتسليط الضوء على حربه في العراق.
وبحسب الكاتب : فان التطورات الأخيرة وبقدر ما توضح فشل التحالف الدولي في إضعاف تنظيم الدولة فإنها تزيد من الشكوك حول مسائل أخرى تتعلق بالكيفية التي واجه فيها النظام السوري تنظيم الدولة الإسلامية في تدمر وتخليه عن المعركة بشكل مبكر.
يضيف الكاتب : غير أن شكوكا كثيرة تبقى تحيط بمعركة تدمر على وجه خاص. إذ لا يعرف تماما ما الذي كان مفاجئا، هل هو قوة تنظيم داعش وهجومه الكاسح، أم الانسحاب السريع للنظام السوري. بمعنى آخر، هل أن سيطرة داعش على مدينة تدمر تعود إلى قوته الكبيرة ولضعف قوات النظام، أم إلى سيناريو رسمه النظام يصور فيه نفسه كـ”ضحية” للإرهاب، ليطاب بزيادة الدعم العسكري، بل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة في ضرباتها الجوية.
———————-
ونختم جولتنا من مقالاً في صحيفة العربي الجديد بعنوان :
* دولة داعش *
للكاتب : بشير البكر .
يقول الكاتب : تضعنا التطورات اليومية في العراق وسورية أمام احتمال قيام دولة داعش، بعدما بات التنظيم يسيطر في صورة شبه تامة على أكثر من مساحة ثلث العراق وأجزاء واسعة من سورية.
وبراي الكاتب : فان الحقيقة التي تصفع الجميع هي أنه ليست هناك قوة قادرة على وقف تقدم داعش المتواصل، وحتى الولايات المتحدة التي راهن بعضهم عليها أعلنت أن هذه المسألة مستحيلة، وهذا ما برهنت عليه معركة الأنبار التي احتلها داعش في مطلع الأسبوع الحالي، وأتبعها بالاستيلاء على تدمر.
يتحدث الكاتب عن 3 ملاحظات تطرح نفسها بإلحاح إزاء هذا الوضع :
فأولها أن الحملة الجوية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسورية، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لم تحقق نتائج ميدانية كبيرة، وكانت التقديرات ترسم صورة مختلفة، وركزت التصريحات الأميركية على هدف تدمير قوة التنظيم، تمهيدا للانقضاض عليه عسكرياً بقوات برية.
والملاحظة الثانية أن التدخل الايراني لوقف تقدم داعش في العراق لم يحقق نتائج منظورة .
اما الملاحظة الثالثة فأن داعش يحقق الانتصار تلو الآخر في العراق وسورية، وهو يعرف أن الفرصة سانحة للتقدم، ولذا، فإنه ليس في وارد تغيير استراتيجيته الهجومية، وأمام العجز الدولي عن مواجهته، وتهاوي بنية النظامين، العراقي والسوري، فإنه يتصرف على أساس أن الطريق ممهدة أمامه، ليصير الطرف الأقوى في هذه المنطقة، وعلى امتداد الرقعة الجغرافية التي يتحرك عليها، ليس أمامه قوة غير إيران، فإما أن تدخل في مواجهة مكلفة معه في العراق أو تضطر لمهادنته.

قسم البرامج _ وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى