ثمة تطورات متناقضة تتعلق بـداعش في سوريا وتندرج هذه التطورات في سياقين مختلفين أولهما هو تمدد وجود ونفوذ التنظيم في المناطق الشرقية وصولاً إلى تدمر وسط البلاد، والثاني انحسار وجوده ونفوذه في جنوب البلاد من درعا والقنيطرة إلى دمشق وريفها وصولاً إلى القلمون.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” تمدد «داعش» السوري وانحساره “
للكاتب فايز سارة نطالعه في صحيفة الشرق الاوسط .
بداية يقول الكاتب : ثمة تطورات متناقضة تتعلق بـداعش في سوريا وتندرج هذه التطورات في سياقين مختلفين أولهما هو تمدد وجود ونفوذ التنظيم في المناطق الشرقية وصولاً إلى تدمر وسط البلاد، والثاني انحسار وجوده ونفوذه في جنوب البلاد من درعا والقنيطرة إلى دمشق وريفها وصولاً إلى القلمون.
وبحسب الكاتب : مما لا شك فيه أن تناقض امتداد داعش وانحساره يثير أسئلة كثيرة تتعلق بالتنظيم من جهة وبالظروف المحيطة به، سواء في مستواها السوري أو بالمستوى الإقليمي والدولي، وكلها عوامل لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في ظاهرة متناقضة، تحيط بقوة عسكرية وآيديولوجية ووظيفية مهمة.
يضيف الكاتب : إذا كانت العوامل الإقليمية أسهمت في تمدد التنظيم وانتشاره، فإن سياسة التحالف الدولي في الحرب عليه عبر العمليات الجوية لم تقضِ عليه حتى الآن، وقد حشدت إلى جانبه غاضبين وخائفين باحثين عن حماية من أي نوع حتى لو كانت من جماعة متطرفة مثل «داعش».
خلاصة القول إنه لولا الدعم المباشر وغير المباشر الذي تلقاه التنظيم من أجهزة استخبارية متعددة تتقاطع أهدافها في إشاعة الفوضى والقتل والدمار مع أهدافه، ولولا تواطؤ مباشر وغير مباشر يقوم به نظام الأسد في تمكين «داعش» من الإمساك بمناطق، كان آخرها تدمر وما تحتويه ومحيطها من أسلحة وعتاد، ولولا الهجمات الجوية للتحالف الدولي، التي كان أغلبها بلا فائدة حقيقية، ما كان للتنظيم أن يتمدد، وينتشر على نحو ما صار إليه، خصوصا في ضوء المقاومة المسلحة والشعبية له، التي تجلت واضحة في معظم المناطق التي دخلها أو خرج منها.
——————–
بالانتقال إلى صحيفة العرب اللندنية ونطالع فيها مقالا
للكاتب عمار ديوب بعنوان :
” داعش والحركات الجهادية مشروع لإفشال الثورة “
يقول الكاتب : توسعت الحركات الجهادية على أنقاض فصائل الجيش الحر تنظيم النصرة أو حركة أحرار الشام أو جيش الإسلام أو داعش أيضا. وأصبحت هي المسيطرة تقريبا منذ منتصف العام 2013، وانتهت حينها شعارات الثورة لتحل محلها الرايات السوداء أو البيضاء، أو رايات أخرى وكلها تمثل فئات جهادية أو متشددة وسلفية.
وبحسب الكاتب فان لحركات الجهادية لم تحظ بحاضنة اجتماعيةً وإنما توسعت بسبب الأوضاع المزرية للسوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وأغلبية كوادرها السورية التحقت بها ليس لوازع ديني مستجد لديها، فهي مؤمنة بأغلبيتها، وإنما بسبب حاجتها إلى المال والطعام والسلاح وإلى إمداد لا ينقطع بينما الجيش الحر تنقصه كل هذه الإمدادات.
يتابع الكاتب : الحركات الجهادية لا تقاتل النظام إلا بعد أن تسيطر على الأرض تماما وربما هي لا تفعل ذلك في بعض المناطق بسبب قوة بقية الفصائل التي تفرض عليها التنسيق العسكري في المعارك، كما هو الأمر في درعا بشكل خاص وكذلك في الغوطة الشرقية. وتجلت هذه الفكرة بوضوح مع تنظيم داعش، الذي تُرك يعلن خلافته في سوريا والعراق ويدمر حدود سايكس بيكو، وكثير مما يفعله هذا التنظيم يخدم النظام مباشرة.
يختم الكاتب للقول : لن نجانب الصواب إذا قلنا إن وظيفة داعش وبقية الحركات الجهادية هي إنهاء الثورة الشعبية ومنع تحقق أهدافها وإجبارها على الخضوع لمقررات مؤتمر جنيف وتشكيل حكومة لا تلبي مصالح الشعب السوري.
——————–
ونختم جولتنا من مقالٍ بصحيفة الحياة حمل عنوان :
* كيف السبيل لوقف تمدد «داعش»؟ *
للكاتب : الياس حرفوش .
يقول الكاتب بداية : أصبح تنظيم داعش على بعد مئة كيلومتر من العاصمة العراقية بغداد ويسيطر على قلب البادية السورية وعلى إحدى درر حضارتها العريقة مدينة تدمر. ولا يخفي نواياه في التقدم إذا استطاع نحو حمص وصولاً بعدها إلى العاصمة دمشق .
يضيف الكاتب : سوف يكون مستحيلاً نجاح الحملة على «داعش» من دون كسب ثقة أبناء المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وإشراكهم بصورة أساسية في هذه الحملة، وخصوصاً أبناء العشائر العراقية في الأنبار، ذلك أن أي مشروع فئوي مذهبي ضد «داعش»، كما يجري التخطيط له حالياً من قبل الحكومة العراقية، هو ورقة سوف يستخدمها التنظيم في حربه الإعلامية، خصوصاً في ظل مناخ الصراع المذهبي الدائر في المنطقة.
أما في سورية فلا بد من استمرار الرهان على ما بقي من عناصر معتدلة في المعارضة، بعدما دفعت جرائم نظام الأسد أكثرهم إلى حضن المتطرفين والتكفيريين، على قاعدة «لا يفل الحديد إلا الحديد». ومن البديهي القول إن استمرار النظام في جرائمه سوف يدفع معظم المناطق السورية إلى حضن «داعش».
قسم البرامج _ وطن اف ام