تناولنا في هذه الحلقة المقالات التالية:
– ” تفسير الغموض السوري.. بالغموض ” عنوان مقال اخترناه لكم من صحيفة العرب اللندنية للكاتب : خيرالله خيرالله
– ومن صحيفة النهار اللبنانية كنا قد اخترنا لكم مقالا حمل عنوان ” بوتين وقّع على تصفية القنطار ؟ ” للكاتب راجح الخوري
– وختمنا جولتنا من مقال بعنوان ” سورية وليبيا… هل يقترب الحسم؟ ” طالعناه في العربي الجديد للكاتب : صلاح الدين الجورشي
نبدأ جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب خير الله خير الله مقالا حمل عنوان : ” تفسير الغموض السوري.. بالغموض “
بداية يقول الكاتب : بغض النظر عن الظروف الملتبسة لمقتل سمير القنطار الأسير اللبناني السابق في إسرائيل في بلدة قرب دمشق ، يعتبر الحادث مثلا آخر على الغموض الذي يحيط بالوضع السوري وكلّ ما له علاقة به من قريب أو بعيد. لا تفسير للغموض السوري سوى بمزيد من الغموض.
بحسب الكاتب : كلّ ما تشهده سوريا غامض. الأمر الوحيد الواضح يتمثّل في الرغبة في إطالة مأساة الشعب السوري.
يتابع الكاتب : ذروة الغموض // الموقف الأميركي . كان مفيدا قراءة الحديث الذي أدلى به تشاك هيغل وزير الدفاع السابق إلى “فورين بوليسي” للتأكد من أن شخصا كان في موقعه لمدة سنتين، لم يستطع تبيان ما يريده باراك أوباما في سوريا.
في الحديث الطويل الذي كان ثمرة لقاء استمر ساعتين ، وهو الأوّل لهيغل منذ استقالته في العام 2014، لا يخفي وزير الدفاع السابق استغرابه لتصرّفات أوباما ولطريقة إدارته شؤون الدولة عن طريق مجموعة صغيرة من المستشارين المحيطين به.
لعلّ أهمّ ما في الحديث كشف هيغل كيف أن أوباما اتصل به يوم الثلاثين من أغسطس 2013، ليبلغه بالعودة عن قراره بتوجيه ضربة إلى قوات النظام السوري بعد لجوء الأخير إلى السلاح الكيميائي في حربه على شعبه وذلك يوم الواحد والعشرين من الشهر ذاته .
يضيف الكاتب : خرج هيغل من وزارة الدفاع بعدما اكتشف أن أوباما لا يلتزم بكلامه خصوصا عندما يتعلّق الأمر بسوريا. خرج بأسئلة كثيرة يدور معظمها حول غياب الإستراتيجية الأميركية في سوريا.
برأي الكاتب : من اغتيال القنطار إلى كلام تشاك هيغل مرورا بكلّ الأحداث والحوادث السورية بما في ذلك تغطية بشّار الأسد في أقلّ تقدير لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه ولكلّ عمليات الاغتيال الأخرى في لبنان ، لا جواب واضحا عن أي سؤال كان بما في ذلك انتحار غازي كنعان وتصفية رستم غزالي أو الأسباب الحقيقية التي جعلت تركيا تسقط القاذفة الروسية قبل نحو شهر.
يخلص الكاتب للقول : في كلّ يوم يمرّ يزداد الوضع السوري غموضا. تكفي قراءة نصّ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 للخروج بانطباع واحد هو أن القرار زاد الغموض غموضا. لم يعد من جواب عن الأسئلة السورية سوى: زيدوني غموضا.
بالانتقال الى صحيفة النهار اللبنانية ونقرأ فيها مقالاً للكاتب راجح الخوري بعنوان : بوتين وقّع على تصفية القنطار؟ .
يقول الكاتب بداية : يصعب التصديق ان عملية اغتيال سمير القنطار التي نفّذها العدو الاسرائيلي ليست موقّعة من فلاديمير بوتين شخصياً، ليس لأنه لم يتردد في السابق في اعلان احترامه الصريح “لمصالح اسرائيل الحيوية في سوريا” بل لأنه مع وجود منظومة صواريخ “اس ٣٠٠” هناك سيكون من المهين جداً ان تتم عملية من هذا النوع ولا تكون موسكو على علم بها.
بحسب الكاتب : هذه واحدة. أما الثانية فهي ان المقاتلات الاسرائيلية لا يمكن ان تدخل الأجواء السورية دون اطلاع الرفيق الروسي على “الخط الساخن” المفتوح دائماً والذي كان على علم مثلاً بالغارات التي شنتها اسرائيل الشهر الماضي ، ودمّرت أهدافاً عسكرية في وسط دمشق قرب المطار الدولي وكانت عبارة عن صواريخ ايرانية موجهة الى حزب الله .
يضيف الكاتب : وبغض النظر عن المستوى الدقيق للتنسيق العسكري بين موسكو وتل ابيب في سوريا ليس من الغريب ان تكون الحسابات السياسية المعقدة وافقت ضمناً على هذه العملية على الأقل من منطلق تكرار موسكو دائماً ان بقاء الأسد في السلطة يتلاقى مع المصالح الاسرائيلية وهو ما حفلت به التصريحات الاسرائيلية ، وعلى هذا ولأن القنطار كان مكلفاً من الايرانيين , تأليب دروز المنطقة بما يساعد على فتح جبهة الجولان لكي تمثل امتداداً لجبهة لبنان الجنوبي التي يتولاها “حزب الله”
فان عملية الخلاص منه لا تمثل رغبة اسرائيلية قديمة في الانتقام منه .. وهو ما دفع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى القول “لقد أُقفل الحساب مع القنطار” بما يمثل رسالة تهديد الى الآخرين، بل تمثل أيضاً تمهيداً ضرورياً وضماناً لمستلزمات سياسية تلتقي مع تكرار الروس والنظام السوري القول ان بقاء الأسد مصلحة اسرائيلية وهو ما لم ينكره العدو الاسرائيلي يوماً، بما يعني ان ما كان يفعله القنطار بتكليف من ايران يمكن ان يخربط هذه الحسابات الروسية السورية الاسرائيلية !
يختم الكاتب للقول : ما يرجّح كل هذا ان الكرملين يرفض التعليق مكتفياً بالقول راجعوا الجيش الذي يتولى التنسيق مع الاسرائيليين!
وننهي جولتنا من العربي الجديد وفيها كتب صلاح الدين الجورشي مقالاً حمل عنوان : ” سورية وليبيا… هل يقترب الحسم؟ “
يقول الكاتب : بعد أن قرّرت الأمم المتحدة حسم المعركة مع تنظيم داعش , تم الانتقال مباشرة نحو حسم ملفين أساسيين في هذه المعركة السوري والليبي. أصبح الأول شديد التعقيد ولم يعد قابلاً للحسم فيه عبر لغة السلاح فميزان القوى بين النظام ومجمل التنظيمات المسلحة يكاد يستقر بين الطرفين فلا النظام سقط ولا هو استطاع أن يقضي على الذين يحاربونه بدون كلل. والأهم والأخطر أن نصف الأراضي السورية أصبحت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعمل على تصفية حساباته مع أكثر من طرف.
يتابع الكاتب : بدأ الجميع يتعبون حاملو السلاح ونظام الأسد والداعمون للطرفين بالمال والسلاح من جهات إقليمية ودولية عديدة وبالتالي، يمكن القول إن الحالة السورية بلغت أقصى درجات التعفن وانقلبت تداعياتها على أوسع نطاق ممكن. فالمهجرون السوريون يشكلون اليوم عاملاً ضاغطاً على أوروبا وغيرها من دول العالم. كما أن ضربات داعش امتدت إلى باريس وأصبحت تهدد مختلف العواصم الغربية وذلك في مرحلة تعاظم فيها ركود الاقتصاد العالمي.
يخلص الكاتب للقول : هل تكون السنة المقبلة سنة الحسم في هذين الملفين على الأقل ؟ يصعب الجزم بذلك. لكن من المؤكد أن سنة 2016 ستشهد بذل مزيد من الجهود السياسية محلياً ودولياً إلى جانب تكثيف المواجهة العسكرية ضد تنظيم الدولة في أكثر من موقع. وإذا أضفنا ما قاله الرئيس الأميركي عن 40% من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في العراق، فمن شأن ذلك أن يدفع بداعش إلى انتهاج استراتيجية إعادة الانتشار وتوزيع قواتها عربياً. وفي هذا السياق إذا لم يتم الإسراع في قطع الطريق بين الشام وليبيا وإذا لم يعجل الليبيون في الانتقال إلى تنفيذ خطة التسوية السياسية بينهم ، فإن مشهداً مأساوياً آخر سيكون بصدد التشكل في المرحلة المقبلة .
قسم البرامج / وطن اف ام