تجاوزت إرادة الحرية عند السوريين بعد مضي أربع سنوات على انطلاق ثورتهم الأسطورة السيزيفية المشهورة، وكما أن سيزيف قضى قبل أن يستطيع إيصال الصخرة إلى أعلى الجبل، كذلك فإن السوريين لم يصلوا إلى الحرية وإلى الدولة الوطنية، على رغم إراداتهم السيزيفية وإسقاطهم مرتكزات «الدولة التسلطية».
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” إيران ليست دولة إقليمية “
للكاتب عمار ديّوب نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول الكاتب : الدولة الصهيونية ما كانت لتستمر لولا دعم الدول العظمى لها منذ أن كانت عصابات إرهابية وبعد تحولها إلى دولة . إيران الثيوقراطية أُجبرت على إيقاف تصدير الثورة حينما كانت النظم العربية تتمتع بمقدار أولي من التنسيق والقوة، ورغم وجود تحالف بينها وبين نظام الاسد منذ عام 1979، لم تستطع الهيمنة على سوريا وظلت دولة تقمع شعبها.
يتابع الكاتب : ترافق التمدّد الإيراني مع تقهقر النظم العربية ففي لبنان تتشكل الدولة من أحزاب طائفية وكلها مدعومة من دول خارجية، وهو ما سهّل نشوء حزب الله كذراع إيرانية فيها . اما علاقة إيران مع نظام الاسد كانت علاقة سياسية وهناك اتفاقات عسكرية بينهما، وتوثقت بشكل كبير حالما بدأت الثورة في مارس 2011 .
وبحسب الكاتب : فان ايران تستخدم مشروعها النووي من أجل فرض هيمنة إقليمية على المنطقة، ولهذا نجدها تتورط في قيادة الحروب في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وتهدد عبر الحوثيين الداخل السعودي وعبر العراق البحرين.
ينتهي الكاتب للقول : أن اعتماد إيران على البعد الأيديولوجي والقومي، ورفضها رؤية الحساسية الدينية والقومية العربية، بل وحتى الصراع مع أنظمة المنطقة رغم ضعفها ومشكلاتها، كل ذلك سينهي أوهامها عن دورها الإقليمي، وبذلك ستعود، بسبب غباء استراتيجيتها هذه إلى حجمها الطبيعي كدولة في الإقليم وربما لن تكون بقوة تركيا ولا إسرائيل ولا السعودية.
———————
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتب منير الخطيب بعنوان :
” ثورة سورية واستهزاء التاريخ “
يقول الكاتب بداية : تجاوزت إرادة الحرية عند السوريين بعد مضي أربع سنوات على انطلاق ثورتهم الأسطورة السيزيفية المشهورة، وكما أن سيزيف قضى قبل أن يستطيع إيصال الصخرة إلى أعلى الجبل، كذلك فإن السوريين لم يصلوا إلى الحرية وإلى الدولة الوطنية، على رغم إراداتهم السيزيفية وإسقاطهم مرتكزات «الدولة التسلطية».
يضيف الكاتب : كان على السوريين وثورتهم مواجهة الأطماع الإمبراطورية للقيصر والمرشد معاً. فالأول أراد أن يعيد لروسيا دوراً عالمياً على أنقاض حطام الاتحاد السوفياتي السابق من البوابة السورية. والمرشد أدرك أن كسر مشروع الهيمنة الإيراني على المشرق العربي في حلقته السورية يعني انحساره في كامل الإقليم .
يخلص الكاتب للقول : إن انتقال الثورة السورية من مستوى تكتل السوريين حول مسألة الحرية إلى مستوى الفوضى الراهن وحرب الجميع على الجميع، لا يلغي مشروعية الثورة الأخلاقية والتاريخية والسياسية، بمقدار ما يؤشر إلى قوة عوامل التاريخ التي أمسكت بخناق السوريين، وأيضاً، على عمق أزمات عالمنا المعاصر في ظل إدارة أميركية ركيكة تخلت عن مسؤولياتها كدولة عظمى.
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة الشرق الاوسط وفيها كتب راجح الخوري مقالا حمل عنوان :
” «الحرس الثوري» في الكونغرس الأميركي!”
يقول الكاتب : إذا صح ما تردد عن أن إيران عرضت على الرئيس الأميركي بارك أوباما أن تستضيف حوارا لحل الخلاف المتصاعد بينه وبين الكونغرس، فذلك يمثل نكتة الموسم أو قمة الازدراء مما وصلت إليه العلاقة بين البيت الأبيض والأغلبية الجمهورية في الكونغرس، على خلفية الاتفاق النووي مع إيران الذي يستعجل أوباما التوصل إليه .
يتسائل الكاتب : هل مشكلة أوباما المستميت للتوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه أن يرقّع عورات الفشل الفاضح لسياساته الخارجية هي مع الجمهوريين في الكونغرس فقط، ولكن وماذا عن الفرنسيين مثلاً الذين لديهم شكوك عميقة بوجود صفقة أميركية – إيرانية تتعدى النووي إلى ترتيب الأوضاع السياسية في الإقليم .
يختم الكاتب للقول : باريس تنظر إلى ما وراء الاتفاق وتراقب بقلق التناغم الميداني بين واشنطن وطهران ضد «داعش» سواء في سوريا حيث تحاول إدارة أوباما تقديم جائزة كبرى لطهران بتعويم الأسد، أو في العراق حيث أعطيت الكلمة كليًا للإيرانيين .
قسم البرامج _ وطن اف ام