أقلام وآراء

أبعد من اليرموك

 مع اندلاع الثورة السورية، كان فلسطينيو سورية أكثر خبرة وتراكما في ميدان الحراك والعمل المدني كما أن للوجود الفلسطيني في سورية ارتباط بمصالح إسرائيل الساعية إلى نسف حق العودة، وبالسلطة الفلسطينية الساعية إلى التحرر من ضغط هذا الحق على المفاوضات، وبالفصائل المعارضة لنهج أوسلو والرافعة لواءه في وجه السلطة لإحراجها، وإيجاد موطئ قدم في القضية .

نبدأ اليوم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب عبد الرحمن مطر مقالا بعنوان :

” نحو تحالف إقليمي جديد بشأن سوريا “
يقول الكاتب بداية .. من المبكر الحديث عن خطط إستراتيجية في طريقها إلى الإنجاز للإطاحة بنظام الأسد، تأسيسا على الحراك السياسي بين أقطاب المنطقة العربية الشرق أوسطية، خاصة السعودية وتركيا، وذلك منذ فبراير الماضي.
ثم يتحدث الكاتب عن مراقبة السوريين لما تقوم به السعودية ودول الخليج في ردع الحوثيين، حيث يرونه مقدمة للخلاص من نظام الأسد .
يضيف الكاتب الأمر أيضاً ليس بعيدا عن القوى الإقليمية المعنية مباشرة بالوضع في سوريا، فليس من المستبعد بلورة تحالف سعودي تركي، تدعمه الإمارات العربية المتحدة، وقطر ومصر، لكنه لن يماثل بأي حال مهمة عاصفة الحزم.
وبرأي الكاتب فإن المعطيات تشير إلى أن الرياض تتحرك بشأن سوريا في اتجاهين :
يتمثل الاتجاه الأول في دعم الجهود السعودية في إعادة تشكيل المعارضة السورية، وبمعنى أدق بثّ الروح في الجسد الميت عبر مؤتمر القاهرة.
أما الاتجاه الثاني، فهو العمل على بلورة رؤية مشتركة تطلق حراكا سياسيا دوليا من شأنه أن يدفع باتجاه اتخاذ مواقف دولية أكثر حزما في ما يتصل بإلجام نظام الأسد عن الاستمرار في عدوانه على المدنيين السوريين.
يخلص الكاتب للقول : النجاحات التي حققتها عاصفة الحزم يمكن أن تشكل لدى القادة الإقليميين، السعودية والإمارات وقطر، دافعا للعمل المشترك، ليس لنسخ تجربة “الحزم” في سوريا، بل للقيام بدور أساسي لإنشاء تحالف إقليمي، من أجل فرض تسوية مرتبطة بالتغيير.
—————————
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد وفيها نقرأ مقالا للكاتب محمد ديبو حمل عنوان :
” أبعد من اليرموك “
يتحدث الكاتب في مقدمة المقال عن ارتباط مخيم اليرموك بمايجري من حوله حيث لم تكن برأي الكاتب قواه البشرية والمدنية والعسكرية يوماً منعزلة عما يحدث في الإقليم والعالم، وذلك بفعل الاستخدام الإيديولوجي (ممانعة ومقاومة) للنظام لها، وبفعل قوة اعتماد النظام على الساحات الخارجية (واليرموك بالنسبة للنظام ساحة خارجية) لضبط داخله.
يضيف الكاتب : مع اندلاع الثورة السورية، كان فلسطينيو سورية أكثر خبرة وتراكما في ميدان الحراك والعمل المدني كما أن للوجود الفلسطيني في سورية ارتباط بمصالح إسرائيل الساعية إلى نسف حق العودة، وبالسلطة الفلسطينية الساعية إلى التحرر من ضغط هذا الحق على المفاوضات، وبالفصائل المعارضة لنهج أوسلو والرافعة لواءه في وجه السلطة لإحراجها، وإيجاد موطئ قدم في القضية .
عدم مغامرة النظام، حتى اليوم، بدخول مخيم اليرموك، يشي بأنه لا يزال يساوم على الأمر، بانتظار الفوز بورقة تأهيله، أو إبقاء المخيم ورقة ضغط، وبوابة “علاقات عامة” مع الخارج، يسعى إلى استعادة نشاطه الدبلوماسي من خلالها، كي يبدو “نظاما طبيعيا”، يحارب إرهاب داعش .
ينتهي الكاتب للقول : استراتيجية النظام باتت واضحة ومطبقة على الأرض، سامحاً بتمدد الإرهاب في كل منطقةٍ لا يستطيع السيطرة عليها، سعياً إلى جعل المقاربة السورية تختصر بـ: نظام وإرهاب يتكفل بدحر الثورة، حين لا ينجح هو، ساعياً إلى إعادة تأهيل نفسه من هذا الباب
————————–

ونختم جولتنا من صحيفة القدس العربي ونطالع فيها مقالا للرأي بعنوان :
” أوروبا ودول المتوسط… مواجهة الارهاب أم تصديره؟ “

يتهم الكاتب مطلع المقال الآلاف من المقاتلين الاوروبيين شكلوا جزءا من «وقود المحرقة السورية» التي راح ضحيتها اكثر من مائتي الف انسان حسب احصائيات متقاطعة، وذلك تعليقا منه على مؤتمر برشلونه
يضيف الكاتب الأجدر بأوروبا وهي تدير وجهها الى الجانب الآخر عن هذه المأساة الكونية في حجمها، ليقتصر تدخلها عمليا على تصدير الارهابيين الى سوريا، أن تبدأ بنفسها بأن تعالج اسباب التطرف بين الجاليات الاسلامية، وبينها ما تعانيه من اوجه الاقصاء الاجتماعي والاهمال الثقافي، بدلا من الاكتفاء بالقاء المحاضرات على جيرانها الجنوبيين في حقوق الانسان.
ثم يتساءل الكاتب : هل تملك اوروبا الشجاعة والارادة السياسية لتشديد القوانين في مواجهة صعود اليمين العنصري المتطرف وخاصة الحركات المعادية للاسلام؟
وهل يمكن ان تبادر حكوماتها الى تفعيل القرارات البرلمانية التي صدرت مؤخرا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مثلا؟
ويختم الكاتب بالقول هذا قليل من كثير كان يمكن للوزراء العرب المشاركين في لقاء برشلونة ان يطرحوه على مضيفيهم الاوروبيين، لكنهم التزموا صمتا رهيبا، لن يؤدي الا لـ «تصدير متبادل» للارهاب بين شاطئي المتوسط، بدلا من مواجهته، ثم كثيرا من الندم بعد ان يفوت الاوان..

قسم البرامج _ وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى