مقالات

كتب عبدالجليل السعيد : هل آتَاكُم نبأ موسكو ؟ وماذا قالت لزوارها هذا الأسبوع ؟

استقبلت العاصمة الروسية ” موسكو ” خلال الأيام الماضية وفوداً مختلفة ، تنشط للبحث عّن أي جديد في موقف روسيا الإتحادية حيال سوريا ، وبعد جولات متعددة من المباحثات قادها رئيس الدبلوماسية الروسية ” سيرغي لافروف ” سواءً مع وزير خارجية السعودية ” عادل الجبير ” أو وفد قيادة الإئتلاف برئاسة ” خالد خوجة ” وإنتهاءً بلجنة متابعة مؤتمري القاهرة فمن المجدي أن نقرأ بين السطور ما قاله هؤلاء أو قيل لهم ..

الوزير السعودي على سبيل المثال أسمع نظيره الروسي مالم يرقْ له حين أكد أن لا مكان لـ بشار الأسد في سوريا المستقبل وأن رحيله هو بداية الحل في بلد المليون شهيد ومفقود ومغيّب ، وأنهى ” الجبير ” أحلاماً وأوهاماً وترانيماً رقص عليها أبواق النظام الأسدي بتغير موقف أهل الحرمين الشريفين من طاغية الشام خصوصاً بعد الإعلان رسمياً من قبل المملكة عن استقبال علي مملوك ..

أما الإئتلافي ” خوجة ” فقد جانبه الصواب كعادته ولم يكن موفقاً – بشهادة الإئتلافيين على الأقل – حين وصف روسيا الحالية بأنها صديقة للشعب السوري المذبوح على يدها وبأسلحتها التي يتم تصديرها لـ نظام الأسد ، كما أن الفرحة والإبتسامة العريضة – غير المبررة – من قبل رئيس الإئتلاف الحالي وهو يصافح ” لافروف ” تشعرك وأنت تتابع ذلك المشهد أن الروس أصبحوا حلفاء للثورة السورية وليس للقاتل بشار ، كما تذكرك عبثية الـ ” خوجة ” وقلة خبرته السياسية والدبلوماسية – للأسف – بصرامة وحزم الرئيس السابق للإئتلاف ” أحمد الجربا ” حين زار موسكو ورفض أن يعطي الروس أي موقف متهاون أو مجاملة كلامية غير مسؤولة على حساب الدم السوري المسفوح ..

لكن بنفس الوقت كان لأعضاء لجنة متابعة مؤتمري القاهرة الذين اجتمعوا بـ ” لافروف ” و ” بوغدانوف ” موقف آخر عبر عنه ” قاسم الخطيب ” عضو الوفد حين قال : روسيا مهتمة بوضع ” بشار الأسد ” وليست مهتمة بحال ثلاثة وعشرين مليون سوري ، ووصف ” الخطيب ” الموقف الروسي من سوريا بالموقف المؤسف غير المتبدل أو المتغير ، مطالباً المسؤولين الروس بتعديل منهجهم السياسي تجاه ما يجري من تطورات ومبدياً بكل صراحة خيبة أمل سياسة قد توقعها قبل قدومه ..

عليه وبناءً على ماذُكر وتم سرده من تفاصيل ، يتضح لنا كسوريين أن حراك موسكو غير جدي أو مفيد إن لم يقترن بعمل واضح وصادق في إنهاء المأساة السورية وإيجاد أرضية صالحة لزرع بذور الحل السياسي في سوريا ، واقناع المعارضة والمحسوبين على الثورة بوجود إختلاف جوهري بين حكام الكرملين وملالي طهران إزاء الوضع السوري .

المصدر : وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى