عامان على مجزرة الكيماوي والمجازر مستمرة
بداية يقول الكاتب : مثلما لم تُجْدِ السوريين أيٌّ من اللقاءات الدولية ولم تنفعهم جهود أصدقاء الشعب السوري المزعومة , كذلك فإنه لم تنقذهم الخطوط الحمراء التي رسمها للنظام الدموي كبار دهاقنة العالم. فكانت مجزرة الغوطة التي استخدم فيها نظام الأسد الغازات السامة المحرمة دوليا في حضرة اللجنة الدولية الخاصة بالتحقق من احتمالات استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين والمنتدبة من المنظمة الدولية إلى سوريا.
بحسب الكاتب : لم تمثل مجزرة الكيماوي وصمة عار في جبين الأسد ونظامه فحسب بل وصمة عار لا تمحى في جبين النظامين الإقليمي والدولي بقيادة الإمبريالية الأميركية.
ينتهي الكاتب للقول : لقد شهدنا تحرك الملايين من البشر في مدن وعواصم العالم اعتراضا على الحرب الأميركية على العراق، وكذلك تضامنا مع غزة في مواجهة الحروب الصهيونية المتتالية عليها. لكن للأسف، لم نشهد مثل هذه الحركات التضامنية مع الشعب السوري الذي عانى في السنوات الأخيرة من الأهوال ما يفوق أضعاف ما عاناه الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة. وكان تخاذل المعارضة السورية وارتهاناتها الخارجية لقوى الهيمنة سببا في ذلك.
في انتظار حل «عقدة» الأسد وبدء «ورشة» الإعمار .
يقول الكاتب : يدلّ الحراك الإقليمي والدولي حول سورية في الأشهر الأخيرة على توجه واستعداد الأطراف المنخرطة في هذا الحراك نحو القبول بمقاربات سياسية طرأ عليها تطور نوعي , يعكس في الواقع الاختلاف والتغير الذي أصاب البيئة الجيو ـ سياسية في الإقليم، خصوصاً بعد المعطى الاستراتيجي المهم المتمثل في تسوية الملف النووي الإيراني.
يضيف الكاتب : طهران مهما كابرت لن تستفيد اقتصادياً من تسوية ملفها النووي ببقاء الصراع محتدماً في سورية واليمن والعراق , كانت إدارة أوباما تخشى قبل هذه التسوية من أي مقاربات سياسية في الإقليم وملفاته المتشابكة قد تفسد تلك التسوية أو تؤثر فيها سلباً. اليوم تكاد واشنطن تتحرر نسبياً من هذه العقدة، من دون أن يعني ذلك أنّ ثمة مواقف انقلابية أو دراماتيكية، بخاصة في الملف السوري.
بحسب الكاتب : يساعد واشنطن على الظهور بهذه الصــــورة أنّ روسيا وإيران أصبحتا اليوم أكثر قناعة بأنه من الصعب الإبقاء علــــى الدرجــة نفسها من الدعم اللامحدود للنظــــام السوري فالتغيرات على الأرض وفـــــي المزاج الإقليمي والدولــــي والاستنزاف المالي دفعهما لأنْ يكون الهدف اليوم التمـــسك بشار الأسد , والرياض وأنقرة والدوحة، لديهم اليوم المزيد مــن المسوغات والأسباب للتحدي وعـــدم التراجـــع عن دعم المعارضة السورية والسعي لإسقاط الأسد.
الأسير وغياب العدالة
يقول بداية : من المفارقة أن يتم الاحتفاء بالقبض على الداعية المتطرف الهارب أحمد الأسير، في وقت هناك على الأقل ثلاثة من المطلوبين دوليًا يحتسون القهوة في الضاحية جنوب بيروت دون أن تتجرأ الأجهزة الأمنية على اعتقالهم.
برأي الكاتب : الأسير يستحق اعتقاله على تطرفه وتحريضه ومحاولته تحدي الدولة، لكن العدالة اللبنانية صارت محل سخرية العالم، عندما تتجاهل السلطات متهمين بجريمة أعظم، مثل قتلة الحريري، تفاديًا لإغضاب حزب الله.
يتابع الكاتب : غالبية السنة لا يهمهم كثيرًا اعتقال الأسير إنما يغضبون من ازدواجية المعايير والظلم الصريح ضدهم.
يختم الكاتب للقول : كل من يشاهد هذا الموقف المحرج والمخجل للدولة اللبنانية يرى دولة تعامل مواطنيها درجات.. قانون لمواطني حزب الله وقانون للآخرين!