كنا قد تناولنا في حلقتنا المواضيع التالية :
- ” اللجوء.. القضية الفرعية “ عنوان مقال اخترناه لكم من صحيفة العربي الجديد للكاتبة فاطمة ياسين .
- ومن صحيفة المدن كنا قد اخترنا لكم مقالا حمل عنوان سوريا كقضية أوروبية داخلية ” للكاتب شادي لويس .
- وختمنا جولتنا من مقال لرأي القدس بعنوان ” هل اقتربنا من اتفاق أمريكي روسي حول سوريا ” طالعناه في صحيفة القدس العربي
” اللجوء.. القضية الفرعية “
تقول الكاتبة بدايةً : تَزَايَد إيقاع الضجيج الدبلوماسي وتصاعدت وتيرة الرحلات واللقاءات بين الأطراف المعنية بالحرب السورية والعنوان العريض إيجاد حل أو تسوية .
بحسب الكاتبة : لم تُنتج هذه الحركة النشطة لابتكار الحلول أملاً عند السوري الذي قرّر، في لحظة يأس من كل شيء، أن يتأبط ما بقي له ويمتطي ما تيسر، ويرحل شمالاً معتمداً على “ذمة” البحر الأبيض المتوسط، وتراخي خفر السواحل، ليصل إلى موطئ قدم على الضفة الأخرى، محاولاً بلوغ ألمانيا التي تبدو نقطة نهائية ومفضلة لمعظم المهاجرين.
تنتهي الكاتبة للقول : عملية تحويل مشكلة اللاجئ إلى قضية إنسانية بحتة عملية ناقصة، فالمشكلة ذات شكل سياسي في الأساس، تحدد معالمه سنوات الثورة والتهجير والحرب والتطرف. ومطلوب من المجتمع الدولي أمورٌ عديدة، تفوق تعاطف ألمانيا ودعوات أوروبا لاستيعاب مزيد من اللاجئين، فلدى جموع المهاجرين هذه وطن مهشم، ونظام سياسي تالف، وتحتاج مساعدة لإعادة الحياة إلى وطنها، وبناء نظام سياسي يستوعب الجميع، تماماً كأنظمة البلدان التي يموت السوري في سبيل الوصول إليها.
سوريا كقضية أوروبية داخلية .
يقول الكاتب : أكثر من 13 ألف لاجئ وصلوا إلى الأراضي اليونانية، يوم السبت الماضي. وفي صباح اليوم نفسه، خرج حوالى ألف لاجئ من مخيمات الإيواء المؤقتة، وقطعوا الطريق الرئيسية في جزيرة ليسبوس اليونانية، والتي شهدت لاحقاً صدامات بين الشرطة وبضعة الآف من اللاجئين المحتجين على طول مدة الإجراءات التي تمكنهم من استكمال رحلتهم إلى أثينا.
يتابع الكاتب : يجد الساسة الأوروبيون أنفسهم في مواجهة أزمة مستعصية. فالخيارات القليلة المتاحة إما تقتضي تغييراً جذرياً في بنية المؤسسات الأوروبية، وقوانينها، وقيمها والتزامها بالمعاهدات الدولية، أو أنها ستحمل عبء ملايين اللاجئين الذين سيحملهم المتوسط إلى شواطئها خلال السنوات القليلة المقبلة، طالما استمر الصراع في سوريا بلا حسم أو تهدئة.
برأي الكاتب : المؤكد أن انفجارات براميل سلاح الجو السوري، ومذابح الدولة الإسلامية بل وربما سيارات السويداء المفخخة، لم تعد مجرد نقطة أخرى في جدول أعمال مكتظ للقاءات وزراء الخارجية الأوروبيين مع نظرائهم الروس أو السعوديين، بل المعضلة الرئيسية والوحيدة أمام مجلس بلدية جزيرة ليسبوس، وأرق يومي لـ14 ألف مواطن من سكان بلدة فوسن عند حدود الألب الألمانية النمساوية.
” هل اقتربنا من اتفاق أمريكي روسي حول سوريا؟ “
تقول الصحيفة : توازت التصريحات الأوروبية الجديدة مع إجراءات وإعلانات عسكرية تمثلت بمشاركة بريطانيا في قصف تنظيم «الدولة» في سوريا ضمن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك إعلان فرنسا أيضاً عن المساهمة فيها .
بحسب الصحيفة : يقوم مركز هذه الفزعة للأقطاب الدولية والإقليمية ضد داعش ، كما عبّرت عنها التصريحات الأوروبية الجديدة، على مفهومين مترابطين بالضرورة:
الأول: هو اعتبار التنظيم الخطر الأساسي سورياً وعربياً وعالمياً .
والثاني هو اعتبار نظام الأسد، حليفاً موضوعياً يمكن التفاوض معه على إطلاق النار كما تقول إسبانيا أو ضمه مع حليفتيه إيران وروسيا أيضاً إلى التحالف الدولي ضد التنظيم.
تضيف الصحيفة : يستخدم الغرب بذلك خطاباً يقوم على التعمية على القاتل الحقيقي المسؤول ليس عن هذا التدمير الممنهج لسوريا الذي أدى لمقتل مئات الآلاف من أهلها وتهجير أكثر من نصف السكان، بل المسؤول أيضا عن توفير البيئة اللازمة لظهور «الدولة الإسلامية» باعتبارها الشمّاعة المنقذة التي ستخلّص النظام من مسؤوليته عن جرائمه.
بحسب الصحيفة : ما يمكن استنتاجه من كل ذلك هو أن الأجندتين الأمريكية والروسية في سوريا تقاربتا أكثر مما نتصوّر، والمشكلة أن هذه الوصفة: قصف أمريكي – غربي لـ»الدولة الإسلامية»، ومشاركة روسية في دحر خصوم الأسد، لن تفعل غير إعادة «بعث» الحياة في نظام تتشارك على اقتسامه موسكو وطهران وأثناء ذلك يستمر افتراس الشعب السوري.