في هذه الحلقة تناولنا المقالات التالية:
– ” سنة حرب تلد أخرى ” عنوان مقال اخترناه لكم من صحيفة النهار اللبنانية للكاتب : هشام ملحم
– ومن صحيفة الحياة كنا قد اخترنا لكم مقالا حمل عنوان ” أية جراحة لـ «الرجل المريض» السوري؟. ” للكاتب خالد غزال
نبدأ جولتنا من صحيفة النهار اللبنانية وفيها كتب هشام ملحم مقالا حمل عنوان : ” سنة حرب تلد أخرى “
بداية يقول الكاتب : كل المؤشرات السياسية والميدانية تبين ان سنة 2016 سوف تكون مرآة لسنة 2015، أي اننا سنرى سنة جديدة يستمر فيها انهيار النظام السياسي العربي الهش في سوريا والعراق واليمن وليبيا وذلك على رغم الحديث عن طروحات سياسية لحلول سلمية للنزاعات والحروب التي تشهدها هذه الدول.
يضيف الكاتب : مع دخول الرئيس اوباما سنته الثامنة الاخيرة في البيت الابيض يستطيع ان ينظر الى 2015 على انها أفضل وأسوأ سنة له في الشرق الاوسط. خلالها حقق انجازه الوحيد في المنطقة أي الاتفاق النووي مع ايران الذي سيضمن اذا نفذ الجميع التزاماتهم عدم تطوير ايران سلاحاً نووياً لفترة تراوح بين 10 و15 سنة .
يتابع الكاتب : لكن 2015 كانت أيضاً من أسوأ سِنْي أوباما في الشرق الاوسط . ومع ان العالم اكتشف فظاعات داعش في 2014 حين احتلت الموصل ثانية كبرى المدن العراقية ، فانه يمكن القول إن 2015 هي سنة “داعش” في سوريا والعراق بامتياز إذ صمد هذا التنظيم في وجه حرب جوية تشنها واشنطن وحلفاؤها منذ أكثر من 12 شهراً.
يختم الكاتب للقول : في 2016 سوف تستمر أعمال العنف في سوريا والعراق واليمن لان الاطراف المتقاتلين لم يصلوا بعد الى مرحلة الانهاك الكامل ، ولان الدول الاقليمية والدولية المعنية بالقتال لن ترسل قوات برية كافية لهزيمة داعش.
بالانتقال الى صحيفة الحياة ونقرأ فيها مقالاً للكاتب خالد غزال بعنوان : أية جراحة لـ «الرجل المريض» السوري؟.
يقول الكاتب : تتكاثر هذه الأيام المؤتمرات الدولية تحت تسمية التسوية للحرب السورية وإيقافها ، من مؤتمر فيينا الى مؤتمر نيويورك الى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. لعلّ القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن رقم 2254 يُعتبر أهم النتائج التي توّجت هذه المساعي الدولية.
بحسب الكاتب : إن أقصى ما يمكن أن ينتج من هذا القرار هو إدارة مديدة للأزمة من جانب المكونات الدولية، بما لا يميت المريض ولا يؤدي الى شفائه في الوقت نفسه. فالقرار يحمل التناقضات المانعة للحل , فلا اتفاق على موقع رأس النظام ولا اتفاق على طبيعة المرحلة الانتقالية ولا على المرجعية الأساس التي كانت مقررات جنيف 2012 مصدرها.
يضيف الكاتب : تحت سقف المداولات الدولية بين أصحاب المصالح الكبرى كانت تجري ولا تزال ، عمليات جراحية في قلب الكيان السوري عنوانها اللعب بالديموغرافيا وتهيئة الأرض السورية لوقائع جديدة يمكن فرضها عندما يحين أوان البت بمصير «الرجل المريض». لعل أهم هذه الجراحات الجارية على يد روسيا وإيران، تلك التي تحاول رسم معالم تقاسم للجغرافيا السورية بما يتوافق مع مصالح هاتين الدولتين.
يخلص الكاتب للقول : عندما يتحدث الرئيس الأسد بثقة عن بقائه في السلطة وعن تقرير السوريين مصير النظام ، فإنما ينطلق من إدراك عميق أن حجم التدويل الذي وصلت إليه الأزمة السورية وبانت فيه بوضوح صراعات القوى الدولية على سورية ومن خلالها على الإقليم وعلى مناطق دولية من قبيل سورية مقابل أوكرانيا , هذا التدويل وعدم الحسم في تقاسم المصالح والنفوذ هما العنصر الرئيس في بقاء النظام ورأسه. وهي حقيقة بمقدار ما تدخل الغبطة الى النظام بمقدار ما تُلقي بثقلها على الشعب السوري الذي سيظل يدفع من دمه ثمن إدارة الصراعات بين القوى الإقليمية والدولية على بلده وهي تراجيديا لا قعر مرئياً لها.
قسم البرامج / وطن اف ام