عملياً سوريا جديدة على الطريقة الصومالية والأفغانية والعراقية، لا سمح الله. إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية لم تكن تخطر على بال ونجح العالم في تحويل سوريا إلى محرقة لكل تلك الجماعات كما كان الهدف دائماً …
إن إصرار التحالف الدولي على القضاء على تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة دون أي مقاربة سياسية عاجلة للصراع السوري إنما هو إمعان في قتل السوريين، وخصوصا الأكثر فقرا وتهميشا بينهم.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
«الجهاديون» في سوريا: يتبددون أم يتمددون؟
للدكتور فيصل القاسم نطالعه في صحيفة القدس العربي .
يقول الكاتب بداية : صحيح أن لكل بلد طبيعته الخاصة، وبالتالي تجربته الخاصة التي لا يمكن أن تنطبق على أي بلد آخر، إلا أن التجارب التاريخية التي سبقت التجربة السورية يمكن أيضاً أن تكون مقياساً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل سوريا .
البعض توقع أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية , لكن وبالرغم من أن النظام السوري يعمل جاهداً منذ اللحظات الأولى للثورة على تكرار النموذج الجزائري بمساعدة جنرالات الجزائر أنفسهم، بتصوير كل من يعارضه بأنه إرهابي جدير بالاستئصال، إلا أن وضع سوريا قد يكون مختلفاً كثيراً عن الوضع الجزائري ناهيك أن الزمن غير الزمن الجزائري .
يتسائل الكاتب : لو افترضنا أن الفصائل الإسلامية المقاتلة في سوريا قضت على فصائل الجيش الحر الذي لم يكن له صبغة دينية، وأصبحت تلك الفصائل وجهاً لوجه في مواجهة النظام: هل سيسمح لها العالم بأن تنتصر على النظام، خاصة وأنه يعتبرها متطرفة وإرهابية؟ يجيب الكاتب : بالطبع لا.
وبحسب الكاتب ان لسؤال المهم الذي يمكن أن يقلب الطاولة على الجميع : حتى لو انتهى الصراع في سوريا إلى المفاضلة بين النظام والجماعات الجهادية، من يستطيع القضاء على تلك الجماعات التي اكتسبت خبرة تاريخية في القتال، وسيطرت على الكثير من الأنحاء، وأصبحت أحياناً جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، وخاصة في شمال البلاد وشرقها؟ .
يخلص الكاتب للقول : عملياً سوريا جديدة على الطريقة الصومالية والأفغانية والعراقية، لا سمح الله. إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية لم تكن تخطر على بال ونجح العالم في تحويل سوريا إلى محرقة لكل تلك الجماعات كما كان الهدف دائماً ، حسب رأي البعض .
——————–
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتب سليم نصار بعنوان :
” ملامح سنة 2015 … هبوط أسعار النفط يضاعف قوة «داعش»!”
بداية يقول الكاتب : بعد صدامات 14 شباط (فبراير) 1989، بين الجيش اللبناني والقوات اللبنانية ظهرت في الصحف العالمية عناوين تنبئ عن اليأس من قيامة الوطن الصغير , واختارت مجلة «ايكونومست» لصفحة الافتتاحية، عنواناً غير مألوف نعت فيه الحرب الأهلية بكلمتين فقط: «موت لبنان» !
ينقل الكاتب ما كان يشيره رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى احتمال إبرام الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وإلى التداعيات التي يمكن أن يتركها هذا التغيير على لبنان بصورة خاصة , حيث تصور السياسيون في لبنان أن هذا الإنجاز الكبير قد يؤثر على سلوك طهران حيال «حزب الله» بحيث يتنازل عن بعض نفوذه لصالح الجيش اللبناني .
يضيف الكاتب ” أنتوني ليك، مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، صنـّف عام 2014 سنة كارثية لأطفال العالم. وقال إن هناك أكثر من 15 مليون طفل حاصرتهم الحروب الأهلية في العراق وجنوب السودان والسودان وأوكرانيا وسورية وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن والأراضي الفلسطينية .
ومع احتمال هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال عام 2015، يتوقع الخبراء هبوط الإيرادات الخليجية إلى أكثر من 250 بليون دولاراً. كما يتوقعون أيضاً أن يصل عدد العاطلين من العمل في العالم العربي إلى 40 مليون نسمة .
يتابع الكاتب “يتخوّف المسؤولون في الدول الأوروبية أن يؤدي انتشار البطالة إلى توفير المناخ الصالح لانخراط أعداد كبيرة من الشبان في المنظمات الإرهابية مثل «داعش» وخلافه. خصوصاً أن مثل هذه المنظمات تؤمن للمنخرطين في صفوفها الحماية والرعاية المادية، وفرص الكسب غير الشرعي .
يخلص الكاتب للقول : كل هذا يتم في ظل أفق مسدود على مختلف الجبهات العراقية والسورية والفلسطينية واللبنانية واليمنية والليبية. ومن المتوقع أن يزداد عدد الدول المرشحة للتفكك والانهيار في حال استمرت إدارة أوباما في إصرارها على خلع أنياب الدب الروسي وتقليم أظافره الطويلة !
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب سلام السعيدي مقالا حمل عنوان :
” تحييد المهمشين في الحرب على داعش “
يتحدث الكاتب بداية عن تراجع مشاركة الفئات الوسطى في الثورة السورية تدريجيا بالتوازي مع إطلاق النظام العنان لكل أنواع العنف والتنكيل ضد المحتجين السوريين بعد أشهر محدودة على اندلاعها. ومقابل انحسار مشاركتهم، اندفعت الفئات الشعبية المفقرة، وخصوصا الفئات الريفية، لتتقدم واجهة الصراع مع النظام.
معاناة تلك الفئات تعود أساسا إلى ما قبل اندلاع الثورة السورية، حيث كانت تعيش تحت حد الكفاف الاقتصادي وتعاني من الفقر والحرمان وسوء الخدمات على جميع المستويات .
بحسب الكاتب انه : بعد تهتك حركات المعارضة السورية وضعف إمكانيات المعارضة المسلحة وفقدان الثقة في أي قوة خارجية يمكن أن توقف المذبحة السورية، شكلت الفئات الريفية المهمشة عاملا هاما في نمو الحركات الجهادية المتطرفة، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم جبهة النصرة.
تتوسع تلك التنظيمات بصورة سريعة اليوم تحت ضغط الحرب واليأس الذي يحيط بالسوريين، وتعمل على تجنيد أعداد كبيرة يوميا. وفي حين يكثف التحالف الدولي حربه ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بكل الوسائل التدميرية الممكنة، فإن ذلك سيكون بمثابة مذبحة مفتوحة وعلنية في حال لم تترافق مع جهود كبيرة من أجل تحييد هؤلاء الشباب المفقرين عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة .
ينتهي الكاتب للقول : إن إصرار التحالف الدولي على القضاء على تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة دون أي مقاربة سياسية عاجلة للصراع السوري إنما هو إمعان في قتل السوريين، وخصوصا الأكثر فقرا وتهميشا بينهم.
قسم البرامج _ وطن اف ام