يتبدَّى «المشرق العربي» بأقطاره التي كانت دوله ذات أدوار مؤثرة في شؤون المنطقة عموماً ، وكأنه في هذه اللحظة مجرد «مشاعات» مشتعلة بالحروب الأهلية والفتن تنتظر قراراً دولياً، وأكثر، بإعادة الفرز والضم لترسيم حدود الكيانات السياسية فيها ولها !
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
الشرق الأوسط في 2014 بين ‘داعش’ وإيبولا
للكاتب خير الله خير الله نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول الكاتب بداية : في السنة 2014 التي تشارف على نهايتها، ما زال الزلزال مستمرا وما زالت هناك تأثيرات لتردداته. انهار العراق وانهارت سوريا، فيما صار لبنان مهدّدا. انهار ما كان يسمّيه الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران التوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي الذي يصر الإيراني على أنّه خليج فارسي .
بحسب الكاتب : ان في واشنطن إدارة لا تعرف ماذا تريد أو ربّما تعرف ماذا تريد أكثر من اللزوم، ما دامت تفضّل الانشغال بمرض إيبولا، بين حين وآخر، بدل التركيز على تنظيم “داعش” الذي ولد من رحم السياسة الأميركية .
يضيف الكاتب : عطّل مرض إيبولا، حتى الآن، الحياة في ثلاث دول أفريقية هي غينيا وليبيريا وسيراليون. وعطلت “داعش” الحياة في ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان، إلى حدّ ما.
فيما لم تستفق الإدارة في واشنطن على “داعش” إلّا بعد سيطرتها على جزء كبير من الأراضي السورية والعراقية مزيلة الحدود الدولية بين البلدين , ما يجمع بين “داعش” وإيبولا، هو الغموض في مصدر الداء أقلّه ظاهرا.
يتسائل الكاتب : هل من رغبة في تغيير إدارة أوباما موقفها من النظام السوري، بمعنى أن أي حرب على “داعش” لا يمكن أن تنجح بوجود هذا النظام؟ هل في الإمكان جعل الحكومة العراقية حكومة لجميع العراقيين وليس للشيعة فقط. أي حكومة للسنّة والأكراد والمسيحيين والتركمان والأيزيديين أيضا؟ يبقى سؤال أخير. هل في استطاعة الإدارة الأميركية إدراك أنّ الحرب على “داعش” تحتاج إلى مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار أنّ الشرق الأوسط ليس الملف النووي الإيراني، وأن الانشغال بهذا الملفّ لا يحلّ أية مشكلة من مشاكل المنطقة باستثناء تلك المرتبطة بالهواجس الإسرائيلية؟
يخلص الكاتب للقول : كانت السنة 2014 سنة مصيرية في تكوين الشرق الأوسط الجديد من منطلق طائفي ومذهبي للأسف الشديد. هل إيبولا خطر حقيقي على العالم؟ هل هي أخطر من إدارة أوباما التي يبدو أنّها غير مستعجلة على أي حلّ من أي نوع كان، في أي مجال كان.
———————
بالانتقال إلى صحيفة زمان الوصل ونطالع فيها مقالا
للكاتب عوض السليمان بعنوان :
” قبض الريح …أربعة أشهر من التحالف ضد تنظيم الدولة “
بداية يقول الكاتب يبدو أكثر وضوحاً أن التحالف العدواني على الشعب السوري لم يحقق مما ادعاه إلا خيبة الأمل ، خاصة بعد أن تمكن تنظيم الدولة من إسقاط طائرة أردنية في الأيام الماضية وأسر قائدها .
وبحسب الكاتب ان بعض ما حصده التحالف الدولي من هذا العدوان هو :
رفع كفاءة تنظيم الدولة في تغيير خططه العسكرية وإتقانه فن الاختفاء والظهور بمهارة عالية، تجعل له سيطرة شبه كاملة في المناطق التي يتواجد فيها.
انضمام العشرات إلى التنظيم من داخل سورية وخارجها , والسماح لبشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية كيفما شاء بحكم أن جماعة التحالف الدولي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة مشغولون بمحاربة تنظيم الدولة الذي لن يُقضى عليه ألبتة.
يضيف الكاتب : باختصار أصبح الأمن الدولي والإقليمي في خطر حقيقي بعد أن كان مجرد دعاية سياسية لترويج الاعتداء على الشعب السوري، وقويت شوكة بشار الأسد، وأعاد سيطرته على مناطق جديدة ما كان له أن يسيطر عليها لولا تحالف المجتمع الدولي معه بالطبع وضد أعدائه.
يتسائل الكاتب في نهاية المقال : إذاً ما وراء ذلك التحالف وماذا يريد ؟ ومن يدعم بالضبط ؟
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة السفير اللبنانية وفيها كتب طلال سلمان مقالا حمل عنوان :
”
«مشاعات» سايكس ــ بيكو تخسر «دولها» ورعاياها “
بداية يقول الكاتب : يتبدَّى «المشرق العربي» بأقطاره التي كانت دوله ذات أدوار مؤثرة في شؤون المنطقة عموماً ، وكأنه في هذه اللحظة مجرد «مشاعات» مشتعلة بالحروب الأهلية والفتن تنتظر قراراً دولياً، وأكثر، بإعادة الفرز والضم لترسيم حدود الكيانات السياسية فيها ولها !
يضيف الكاتب في ” سوريا التي تقترب الحرب فيها وعليها من دخول سنتها الرابعة، تبدو مهددة جدياً في كيانها السياسي وفي وحدة شعبها بعد تهجير قسري لنحو عشرة ملايين مواطن من مدنهم المهدمة .
والمفجع برأي الكاتب : أن السوريين الذين كانوا مضرب المثال في وحدتهم الوطنية يقاربون الآن خطر التشقق الطائفي والعنصري .
يتابع الكاتب : في جانب آخر من الصورة يتبدى لبنان مهدداً بخسارة نخبه من شبابه المتعلم والكفوء. صحيح أن الحرب الأهلية/ العربية/ الدولية على لبنان وفيه قد توقفت أو هي أوقفت بعدما استنفدت الأغراض منها، لكن الصحيح أن اتفاق الطائف لم ينفذ بكامل بنوده، وقد تحكمت الطبقة المستفيدة من بعض تطبيقاته في تنفيذ ما لا يناسب مصالحها، ثم إنها قد تجاوزته ـ إلى الخلف ـ بقانون الانتخابات. وها هي سدة الرئاسة شاغرة منذ سبعة شهور، من دون أن يقلق هذا الشغور الطبقة السياسية المنقسمة على ذاتها والمتحالفة ضد مطامح «الشعب» .
يخلص الكاتب مقاله متسائلاً : فهل هذا انكشاف لحقيقة رغب الجميع في تجاهلها وهي أن هذه الكيانات السياسية التي استولدتها معاهدة سايكس بيكو لم تكن في أي يوم أوطاناً بدول قابلة للحياة أم إن القيمين على مقاليدها هم المسؤولون عن خرابها بل تخريبها بذريعة أنها «منتجات استعمارية»؟! وما هو البديل في ظل انعدام «القدرات الوطنية» على بناء البديل المنشود؟!
قسم البرامج _ وطن اف ام