النظام لم يعد يستطيع الاستمرار، والثورة لم تثبت ذاتها بعد كبديل شرعي ومناسب، في حين أن القوى المتطرفة غير مقبولة لا سوريا ولا إقليميا ولا دوليا، علماً أن أزمة النظام تتعلق بكيفية نهايته أو رحيله، في حين أن أزمة الثورة تتعلق بكيفية إثبات ذاتها إزاء السوريين وإزاء العالم .
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” الاستعصاء السوري”
للكاتب ماجد كيالي نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول الكاتب بداية : لا ينبع الاستعصاء السوري من التفوق العسكري للنظام وقدرته على السيطرة، واستناده إلى شبكة سلطوية واجتماعية متماسكة، وإلى تحالف إقليمي ودولي فقط وإنما هو يستمده أيضاً من عوامل أخرى , كالمشكلات الذاتية التي أعاقت تطور الثورة وحدت من قدرتها على جذب مزيد من القطاعات الشعبية إليها وسهّلت صعود الجماعات العسكرية المتطرفة التي تتغطى بالإسلام .
يتحدث الكاتب عن المشكلات التي اعاقت تقدم الثورة : حيث تأتي في المقدمة عدم قدرة الثورة على الانتظام كبديل للنظام , والمشكلة الثانية تكمن في التحول نحو العسكرة دون أن تسبق ذلك أية محاولة لترتيب مرجعية أو إطارات سياسية وتنـظيـمية لها .
والمشكلة الثالثة تتعلق بخطابات الثورة التي انطلقت لإسقاط نظام الاستبداد والفساد، ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة والمواطنة والديمقراطية، والتي باتت اليوم وكأنها تعرض خطابات أخرى تتعارض مع الخطابات الأصلية , حيث ان هذه الانحرافات هي نتاج انتهاج النظام سياسة الأرض المحروقة ونتاج تعمده تدمير البيئات الشعبية التي يعتبرها معادية، وانها ايضاً بمثابة انعكاس لحال الانفلات في الثورة ، وتصدر الجماعات المتطرفة التي استبدلت الخطابات السياسية بالخطابات الدينية .
ينتهي الكاتب للقول : هكذا يبدو الوضع السوري اليوم في حال استعصاء، فالنظام لم يعد يستطيع الاستمرار، والثورة لم تثبت ذاتها بعد كبديل شرعي ومناسب، في حين أن القوى المتطرفة غير مقبولة لا سوريا ولا إقليميا ولا دوليا، علماً أن أزمة النظام تتعلق بكيفية نهايته أو رحيله، في حين أن أزمة الثورة تتعلق بكيفية إثبات ذاتها إزاء السوريين وإزاء العالم .
———————
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتبة جويس كرم بعنوان :
” داعش في2015: الهروب الى سورية؟ “
بداية تقول الكاتبة صعود “داعش” كان الحدث الأبرز لهذا العام على المستوى الدولي والإقليمي. فمن سقوط الموصل الى خروج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى تشكيلِ تحالفٍ دوليٍ وجه حتى اليوم أكثر من 1200 ضربة جوية في العراق وسورية، تحول التنظيم الى التهديد الأكبر لأمن المنطقة في رأي المسؤولين الأميركيين، وبقدرة قتالية وعسكرية وعددية تفوق تنظيم “القاعدة”.
تضيف الكاتبة : مؤشرات التراجع بدت في خطاب “داعش” نهاية العام ، وتحويله النظر عن خسائره في العراق وفي صفوف قياداته بالحديث عن اصدار عملة ذهبية ، بينما هو عاجز عن ضمان أقل متطلبات الحياة في مناطق سيطرته .
بحسب الكاتبة : ان دولة “داعش” الفضفاضة هي أقرب الى دولة على “يوتيوب”، وتصطدم على أرض الواقع بنفايات مكدسة تنتظر من يجمعها وأمراض بحاجة الى من يعالجها .
تخلص الكاتبة للقول : المؤشر الوحيد الذي يلعب لمصلحة داعش هو تأخر الحل السياسي في سورية وجمود مساعيه هناك بشكل لا ينبئ بمرحلة انتقالية قريبة. وهذا يعزز نظرية انتقال التنظيم الى سورية العام المقبل مع ازدياد الضربات في العراق وتأكيد أوباما بشكل صريح بأن الاولوية لبغداد وأن ادارته لا تسعى حاليا الى حل نهائي لحرب سورية او لزيادة الدور الاميركي هناك .
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة العربي الجديد وفيها كتب برهان غليون مقالا حمل عنوان :
“عندما تصبح معركة الحرية في العالم سورية بامتياز “
بداية يقول الكاتب : يستقبل السوريون العام الجديد والحرب لا تزال تحصد أرواح أبنائهم وتدمر مدنهم وأحياءهم , ولم يتمكن من حسمها بالسلاح أي طرف من أطراف النزاع الرئيسيين ولم ينجح في وضع حد لها أي تدخل سياسي .
أثارت ثورة السوريين في سنتها الأولى إعجاب العالم. وتحمس لها عدد كبير من الحكومات والدول، الأجنبية قبل العربية، وتكونت، من أجل دعمها ومساعدتها مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والتي ضمت أكثر من 150 دولة وحكومة ومنظمة , اما الآن فلا تثير مأساة السوريين النازفة أي اهتمام، ويكاد العالم يتخلى بأجمعه عن الشعب السوري ويتركه لمصيره، ويكاد السوريون يتخلون هم أيضاً عن أنفسهم، مع فقدان الأمل بالخلاص القريب .
يضيف الكاتب : لا يمكن للسوريين أن يسمحوا لأنفسهم بفقدان الأمل ويضيعوا رصيد الثورة العظيمة التي فجروها ضد أعتى النظم وأكثرها شراسة وبدائية وعنفاً , والغرب من جهته لا يملك الإرادة لوضع حد لمجازر الإبادة الجماعية .
يخلص الكاتب للقول : من دون إحياء روح الثورة من جديد، وتعميم إشعاعها في قلوب كل السوريين، لن يبقى هناك أي معنى لمعركتنا الراهنة، وسيتحول الكفاح البطولي المرير الذي خضناه، منذ سنوات، إلى اقتتال مجاني، عبثي. وسوف يشجع هذا جميع القوى الوصولية والانتهازية على التلاعب بمشاعر السوريين، المنكوبين والمحبطين، لتبرير أي اتفاق على حساب مصالحهم ومستقبل أبنائهم، بما في ذلك تبرير التسليم بالأمر الواقع، والاستسلام لحكم القوة الغاشمة.
قسم البرامج _ وطن اف ام