سيطرت دعوة روسيا لوفدي المعارضة والنظام السوريين لعقد مؤتمر تفاوضي في موسكو على غرار مؤتمر جنيف ، على معظم مواضيع المقالات التي تناولتها الصحف العربية فيما يخص الثورة السورية
فمن صحيفة العربي الجديد نبدأ جولتنا وفيها نقرأ مقالا بعنوان :
” مؤتمر موسكو انقلاب سافر على جنيف 1 “
للكاتب محمود ريمي
يتحدث الكاتب مطلع المقال عن سعي طهران الحليفة الأخرى للنظام السوري وفشلها في تنظيم مؤتمر حواري لأطراف سمتها يومها بانها حكومية ومعارضة ، حيث أثارت حينها موجة من السخرية ، وكيف أن روسيا نجحت في السعي لعقد هذا المؤتمر .
وبرأي الكاتب فإن اجتماع موسكو يلتئم من أجل إسدال الستار على جنيف1 وجنيف 2، والانطلاق من نقطة الصفر، لرسم مستقبل سورية والسوريين، وفق سيناريو معد مسبقاً، وليس حسب ما يرتئيه السوريون.
فدعوة المعارضين بصفة فردية يُقصد به سحب البساط من تحت قدمي الائتلاف بصفته ممثلة للثورة مايؤدي إلى نشوب خلافات قد تكون شبه علنية وبالتالي إثبات هزالة المعارضة واسقاطها سياسيا ، كما أن الصيغة الروسية لاتوفر أي انتقال للسلطة، أو وقف إطلاق النار أو تأمين عودة عشرة ملايين نازح، أو الافراج عن مئات آلاف المعتقلين.
و ينتهي الكاتب للقول : وبعد تغيير المرجعية (أو السقف)، ومع نزع الصفة التمثيلية عن الائتلاف، ممثلاً شرعياً للشعب السوري، فإن الطريق تصبح ممهدة إلى جنيف 3، لا صلة له بجنيف 1 و2. بذلك، يضمن سيرغي لافروف، ناظر الخارجية الروسية، حرمان الشعب السوري من أية نقطة ضوء في نهاية النفق الطويل المظلم.
———————
بالانتقال إلى صحيفة القدس العربي ونطالع فيها مقالا حمل للرأي حمل عنوان :
تسوية أم تشتيت روسي للمعارضة؟
تقول الصحيفة في مطلع المقال : بدأت الماكينة الإعلامية العربية تجتر سيناريوهات لحل الأزمة السورية، بناء على دعوة روسيا لعدد من قيادات المعارضة لعقد اجتماع متوقع منتصف كانون الثاني/يناير الجاري بهدف التحضير لحوار محتمل مع النظام.
تتساءل الصحيفة : أليست روسيا هي ذاتها من عرقل وعطل النظام الدولي ومجلس الأمن والعدالة الجنائية لسنوات، وهي من زودت النظام بكل الأسلحة والخبراء؟
تقول الخارجية الروسية، صاحبة الدعوة، إنه في حال النجاح، ستتم دعوة ممثلين عن الحكومة السورية الى موسكو لتبادل وجهات النظر مع المعارضين، ولاطلاق حوار بين أطراف النزاع.
وعن الحديث عن الدعوة لأعضاء من المعارضة وماهيتها تعمل على إظهارها على أنها تمثل أفرادا بصفاتهم الشخصية لا أكثر، وبالتالي فرض الأمر الواقع على الارض، وارسال رسالة للغرب أنه لا يوجد هناك طرف معارض يعول عليه لاستبدال النظام الحالي .
الخشية أن تكون موسكو تريد أن تفتح ثغرة تسمح للنظام بالتخلص من تنفيذ بيان جنيف الملزم بموجب القانون الدولي. كما أن هذا الإجتماع لن يضم القوى الإسلامية التي تحكم على الأرض، وبالتالي لا يمكن تنفيذ أي إتفاق يمكن التوصل اليه إلا بها.
وعليه تختم الصحيفة بالقول : فان إجتماعات موسكو قد تكون خطوة علاقات عامة ورسالة للغرب والعرب بأنها جزء من المشكلة لا أساسٌ للحل.
———————
ونختم جولتنا من صحيفة الحياة وفيها كتب برونو تيرتريه مقالا حمل عنوان :
” هل أذلّ الغرب روسيا؟”
بداية يقول الكاتب : عادت حدة توتر الأزمة الأوكرانية الى الارتفاع مع وصول تعزيزات عسكرية روسية الى شرق البلاد، في تعبير عن الازدراء للتعهدات التي قطعتها موسكو. ومع ذلك فلايزال عدد من المسؤولين السياسيين ووزراء الخارجية السابقين والمعلّقين والخبراء على جانبي الأطلسي يعتقد بأن البلدان الغربية مسؤولة عما سماه بعضهم «الحرب الباردة الجديدة». ففي اعتقادهم ان الغرب «لم يكف عن إذلال روسيا» منذ سقوط جدار برلين.
يتسائل الكاتب : هل احتقرنا روسيا حقاً او عزلناها منذ ذلك الحين ؟ ..
يتحدث الكاتب عن المسائل التي تثير الغضب ويشملها موضوع «إذلال روسيا» المُدّعى :
فالأولى هي توسيع حلف شمال الأطلسي , والمسألة الثانية هي الدفاع المضاد للصواريخ ,اما المسألة الثالثة تتناول اعادة بناء الأمن الأوروبي. وينفع هنا التذكير بالتاريخ فروسيا وقّعت مع البلدان الغربية ميثاق باريس (1990) وميثاق الأمن الأوروبي (1999)، وهي عضو في «الشراكة من اجل السلام» منذ 1994 ويتعامل «الناتو» معها كشريك مفضل .
يخلص الكاتب للقول : على جاري العادة في التاريخ يخبئ الإذلال رغبة في الانتقام ويشكل اداة للحشد السياسي لخدمة استراتيجية العودة الى دوائر النفوذ التي رُسِمَت في ازدراءٍ لإرادة الدول , فالحفاظ على الحوار مع روسيا ضروري ولكن ينبغي ان يقوم على اسس سليمة ويمر هذا عبر رفض تلك الخطابة غير الملائمة .
قسم البرامج _ وطن اف ام