من نكد الدنيا على السوريين أن روسيا التي دعمت النظام السوري بكل أنواع السلاح والمال كي يقتل الشعب، ويقمع الثورة ليبقى حاكماً، هي من تتنطع الآن لإيجاد حل للأزمة السورية. إنه العهر السياسي في أحقر أشكاله.
فمن صحيفة الشرق القطرية نبدأ جولتنا اليوم وفيها نقرأ مقالا بعنوان :
” الأسد بالنسبة لروسيا كإسرائيل بالنسبة لأمريكا: لا تراهنوا على الوساطة الروسية “
للدكتور فيصل القاسم
يقول الكاتب بداية : ومن نكد الدنيا على السوريين أن روسيا التي دعمت النظام السوري بكل أنواع السلاح والمال كي يقتل الشعب، ويقمع الثورة ليبقى حاكماً، هي من تتنطع الآن لإيجاد حل للأزمة السورية. إنه العهر السياسي في أحقر أشكاله.
ثم يتحدث الكاتب عن ممارسات روسيا في مجلس الأمن واستخدامها لحق الفيتو وكيف ساعدت بإطالة معاناة الشعب السوري، وبعد فشلها بهذه الاستراتيجية راحت تحاول إيجاد حل لا يحقق مطالب الشعب السوري، بقدر ما يحاول الحفاظ على ما تبقى من النظام.
يضيف الكاتب : اللعبة الروسية الجديدة لا تحاول وضع حد للمحنة السورية بقدر ما تحاول أن تضحك على بعض المعارضين السوريين، وتغريهم ببعض المكاسب الحقيرة كي تمعن في إجهاض الثورة .
ثم يشرح الكاتب استراتيجية الروس في التعامل مع المعارضة وجرّها نحو التفاوض فيقول:
يتعامل الروس ويضحكون على المعارضة فيعدوهم وعوداً كبيرة كالتخلي عن الأسد وغير ذلك، وعندما يوافقون ، يقولون بما أنكم قابلون بالتفاوض تعالوا نتفق على السعر، وانسوا الوعود الكبيرة، التي أغريناكم بها كي تقعوا في شباكنا.
ويشبّه الكاتب الوساطة الروسية بين النظام والمعارضة بالوساطة الأمريكية بين إسرائيل والفلسطينيين ، فأمريكا برأي الكاتب شريك لإسرائيل وداعمة في إرهابها ضد الشعب الفلسطيني ،فكيف لها أن تكون الخصم والحكم ، وكذا الأمر بالنسبة لروسيا فعلاقة موسكو بالأسد كالعلاقة العضوية بين إسرائيل وأمريكا .
وينتهي الكاتب للقول : إذا وثق السورييون السوريون، فإنهم إذا وثقوا بالوساطة الروسية بينهم وبين النظام السوري، فلن يحصدوا سوى الخيبة التي حصدها الفلسطينيون من أمريكا.
——————-
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد ونطالع فيها مقالا بعنوان :
” حوارات موسكو السورية أو أوسلو الجديدة “
للدكتور برهان غليون
يتحدث الكاتب مطلع المقال عن الفرصة الاستثنائية التي حصل عليها الروس لإعادة إظهار دورهم الدبلوماسي على مستوى العالم فيقول :
عثر الروس في ما أُطلق عليه اسم المبادرة الرامية إلى جمع المعارضة السورية في موسكو، وإعدادها للحوار مع نظام الأسد، على مناسبة استثنائية، ليعيدوا تعويم أنفسهم دبلوماسياً على الساحة الدولية، ويجدوا الأرضية المشتركة للتعاون مع الغرب، لعل ذلك يكون مقدمة لإعادة إصلاح العلاقات الروسية الأميركية المتدهورة.
يضيف الكاتب دعوة موسكو لشخصيات من المعارضة اختارتهم بالاسم، بحسب ميولهم واتجاهاتهم القريبة منها،لا يعني إلا شيئاً واحداً هو استقالة المجتمع الدولي، وإجباره السوريين على القبول بمفاوضات بشروط الأسد، أي بالتسليم للقوة.
روسيا برأي الكاتب هي الرابح الأول والغرب هو الرابح الثاني كون هذه المفاوضات ستوفر له فرصة للتملص من وعوده والتزاماته اتجاه الشعب السوري والمعارضة والمستفيد الثالث هو نظام الأسد الذي سيضمن بهذه الحوارات الشكلية، تخفيف الضغط الدولي السياسي والعسكري عنه، وربما إعادة تأهيله.،
ينبغي للمشاركين المحتملين في اجتماعات موسكو أن يدركوا أن أي خروج عن إطار جنيف يعني تحرير المجتمع الدولي من التزاماته تجاه الشعب السوري المنكوب، وتركه فريسة لمحور الأسد إيران روسيا يستفرد به، مع مباركة الغرب والولايات المتحدة وتشجيعهما.
يضيف الكاتب سيسأل بعضهم ما هو الحل، إذا كان اجتماع موسكو ينذر بأوسلو سورية، تقود إلى التنازل بعد التنازل من دون نتيجة؟
يقول الجواب بالتأكيد ليس في الدعوة إلى استمرار الحرب، وإنما في التمسك بمبدأ المفاوضات القائمة على أسس متينة، تقود، بالفعل، إلى حل يضمن، في الوقت نفسه، استمرار الدولة ومؤسساتها، وتلبية الجزء الرئيسي من مطالب الشعب.
يؤكد الكاتب في نهاية المقال على أن الشعب السوري في لعبة عض للأصابع ويدعو للصبر وتحمل المصاعب فهذا الشعب الذي قدم ما حيّر العالم من تضحيات، وما واجه من تحالفات، وما عانى من خيانات، هو الذي سيصمد، وستكون له الكلمة الأخيرة، ولن يقبل بغير الكرامة والحرية والنصر.
——————–
ونختم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها نقرأ ماكتب عبد الرحمن مطر :
” حمى التفاوض وعقيدة القتل “
يقول الكاتب بداية : تشهد الحالة السورية حراكا محموما بين أطراف المعارضة، على محوريْ موسكو والقاهرة، تقاطعاً مع تسويق خطة دي ميستورا. يترافق ذلك مع حوارات داخلية، بين مجموعات وتيارات الحراك السياسي وتنظيماته، يشير إلى إمكانية بلورة أفكار مشتركة، حول مختلف المسائل، أهمها التفاوض مع النظام السوري .
برأي الكاتب هذا الحراك من أجل الحوار الداخلي، هو أمر أجهضته من سابق عوامل ذاتية وخارجية، فالمعارضة السورية ظلّت تفتقده، وتسعى إليه، لكن الخلافات المتصلة برؤية كل طرف إلى المسار الثوري، كانت تحيل إلى عدم اتفاق مبيت فيما بينها .
تعمل موسكو مع حلفائها في دمشق، في ظل صمت أوروبي ومراقبة أميركية، على إذابة الجليد بين أهم مكونين في المعارضة، هما الائتلاف وهيئة التنسيق، لاستيعابهما وإعادة إنتاج رؤية مشتركة بينهما، بشأن إطلاق عملية تفاوضية جديدة، تأخذ فيها هيئة التنسيق والمستقلون داخل الائتلاف، دورا محوريا مستفيدين من الضعف والهشاشة،وتراجع الدعم السياسي والمالي والعسكري لها في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ جدا.
ثم يتحدث الكاتب عن بروز تطورين لافتين، أولهما ذهاب هيئة التنسيق إلى فكرة حكومة تقودها المعارضة بصلاحيات كاملة، مع بقاء الأسد لفترة انتقالية دون صلاحيات، والثاني إقرار الائتلاف الوطني بضرورة التفاوض مع النظام، بموافقة ضمنية على إبقاء الأسد في الفترة الانتقالية.
ويخلص الكاتب للقول : نحن بانتظار ما ستتمخض عنه مناقشات الهيئتين السياسية والعامة للائتلاف، التي لا تقبل أي مبادرة لا تنص صراحة على رحيل نظام الأسد وهو نفس موقف القوى المسلحة في الداخل، فالمعارضة تفتقر لقرار داخلي وطني شأنها في ذلك النظام المنقادٌ بكليته لموسكو وطهران.
قسم البرامج _ وطن اف ام