أقلام وآراء

كي لانترحم على 2014

هل يختار النظامان الإيراني والروسي العقلانية أم الجنون؟ الجنون هو ما اختاره النظام السوري الذي ظلّ يصدّر أزماته إلى الخارج، هربا من قدرته على مواجهة الواقع الداخلي. الخوف كلّ الخوف من الجنون.

نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة العربي الجديد وفيها نقرأ مقالا بعنوان :
” إيران والرجل العربي المريض، لسنا في القرن التاسع عشر “
للكاتب عزمي بشارة
يتحدث الكاتب في مطلع المقال عن نجاح الجمهورية الإسلامية في ترسيخ دولة وطنية قائمة قبل الثورة، وتشييد نظام سياسي مع قدرٍ من التعددية، وبحكومة دينية مذهبية، تسيطر عليها شبكة من رجال الدين .
يتساءل الكاتب هل من مبررات للدول الإقليمية غير إيران استباحة الوطن وفرض أشكال الهيمنة عليه ؟
وضع الدولة العربية الرث لا يشفع لها، أمّا تطلّع الشعوب العربية للحرية والعدالة فيشفع لها ومهما بلغت رثاثة الدولة العربية، فإننا لسنا في القرن التاسع عشر أي أن السياسة الخارجية لتبرير التدخل وتبرير علاقة الوصاية المباشرة على العرب الشيعة، من دون احترام السيادة.
وبرأي الكاتب ليس حال العرب لناحية درجة التنظيم والوعي كحاله في عهد الدولة العثمانية والتدخل الإيراني لتحقيق هيمنة في دول عربية مختلفة يمر عبر شروخ طائفية وفتنٍ لا يُفترض أن تكون إيران معنية بإثارتها.
لا يختلف نوع المليشيات الشيعية التي تنشأ في ظل الصراع الطائفي هذا، في بنيتها وعقليّتها وممارساتها، عن تنظيم الدولة (داعش) وغيره من التنظيمات، سوى في أنها تخضع لهيمنة دولة إقليمية. وسوف يكون تأثيرها على العرب الشيعة وإيران نفسها مدمراً في المستقبل.
كيفما قلبنا الأمر لا يمكننا استخلاص إيجابية ما لإيران، أو للعرب، من السياسة الإيرانية التدخلية السافرة حاليا.
ويختم الكاتب بالقول : وضع الدولة العربية الرث لا يشفع لها، أما تطلع الشعوب العربية للحرية والعدالة فيشفع لها. ومهما بلغت رثاثة الدولة العربية، فإننا لسنا في القرن التاسع عشر.
——————
بالانتقال إلى صحيفة العرب اللندنية ونطالع فيها مقالا بعنوان :
” كي لانترحم على 2014 “
للكاتب خير الله خير الله
يتساءل الكاتب مطلع المقال عن أحداث عام 2014 المنصرم من بروز “داعش” بالشكل الذي ظهرت به، إلى التدهور الكبير في أسعار النفط، وهو تدهور يشكل تحدّيا مباشرا للنظامين الروسي والإيراني؟
يضيف الكاتب هناك ما يشير إلى رغبة إيرانية في إثبات الوجود وممارسة سياسة ذات طابع هجومي بعد انهيار أسعار النفط المكان الأقرب لإيران برأي الكاتب هو البحرين.
الواقع، أنّ 2014 شهدت تطورات في غاية الخطورة على غير صعيد تغيّرت خريطة المنطقة. لم يعد اليمن الذي عرفناه موجودا، ولا جوابٌ واضحٌ في ما يتعلّق بمصير العراق فحيدر العبادي حلّ مكان نوري المالكي ولم يتغير شيء في العراق .
من الصعب عودة العراق، ومن الصعب إيجاد صيغة تنقذ ما بقي من سوريا. من الصعب عودة اليمن بلدا طبيعيا في منطقة ذات أهمّية استراتيجية للعالم.

العقلانية تعني انصراف كلّ من النظامين الروسي والايراني إلى الداخل، ومعالجة شؤون شعبين مظلومي. إيران مريضة وروسيا مريضة، فعملوا على تصدير أزماتهم إلى الخارج دون السعي إلى حلّها
نهاية يقول الكاتب : هل يختار النظامان الإيراني والروسي العقلانية أم الجنون؟ الجنون هو ما اختاره النظام السوري الذي ظلّ يصدّر أزماته إلى الخارج، هربا من قدرته على مواجهة الواقع الداخلي. الخوف كلّ الخوف من الجنون.

———————
ونختم جولتنا من صحيفة الوطن السعودية وفيها كتب جون الن مقالا بعنوان :
” هزيمة داعش تحدّ عالمي “
يقول جون الن بداية عن اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش سهل نهر دجلة، وكيف سقطت في أيديهم مدن وبلدات عدة كما أن التخوم الشمالية لمدينة بغداد باتت عرضة لخطر التنظيم؟ وأصبح العراق محاصرا، وذا نظام حكم مضعضع ووحيد في العالم.
يضيف جون : وفي ذلك الاجتماع في بروكسيل لانشاء التحالف الدولي بقيادة امريكا، أظهرت الحكومة العراقية التزامها بأن تصبح شريكا فاعلا في القتال ضد داعش، كما نه كان هناك إقرار بأن داعش ليس مشكلة تنحصر بالعراق أو تقتصر على سورية، بل هي مشكلة دولية الأبعاد وتقتضي رداً دولياً مستداما.
لا يمكن بالفعل أن نهزم داعش على المدى الطويل إذا لم نستغل اللحظات الفريدة في التاريخ للتصرف واتخاذ الإجراءات المناسبة كمجتمع من الدول لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية التي سمحت لأيديولوجية داعش السامة والمدمرة بالازدهار.
نهاية يقول الكاتب : فإن نجحت هذه المهمة نكون قد تركنا إرثا أقوى بكثير من هزيمة جماعة واحدة متعصبة وعدمية وهدّامة من الإرهابيين، وسنكون قد وضعنا الأساس لعالم أكثر تسامحا وأكثر أمنا وازدهارا.. وكله بحسب رأي الكاتب

قسم البرامج _ وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى