مضى نحو 4 سنوات على انطلاقة ثورة السوريين ضد نظام الأسد ووقعت في تلك السنوات حوادث وأحداث كلها قتل وجرح واعتقال واختفاء وتهجير إلى درجة يمكن القول معها إن السوريين تحولوا إلى ضحايا وسوريا إلى خراب والأمر مستمر .
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” التوصيف الأدبي للحدث السوري “
للكاتب فواز حداد نطالعه في صحيفة المدن .
بداية يقول الكاتب : رغم وفرة الكتابات عن الحدث السوري, الا انها لم تجار حجمه ولا وقائعه وإن فاضت بالمقالات والتحليلات والدراسات ، فالمقام الأول لما يجري كان على الأرض ولكواليس السياسات الدولية .
منذ ان بدأت الاصطفافات تنجلي عن مؤيدين للثورة الشعبية والموالين للنظام، تطوع رعيل من الأدباء للإدلاء بدلوه في هذه المحنة من دون أن يُحسب على هؤلاء أو هؤلاء ، لكنهم بطريقة ما برهنوا على أن الوطن هو محل اهتمامهم الأول , وقد وجدوا في النصرة وداعش والميليشيات المتطرفة خصماً متفقا عليه بين النظام والمعارضة ، فصبوا عليهم نقمتهم وأسقطوا الثورة من حساباتهم بحجة أنها ذهبت ضحية المتأسلمين فلم يعد لها وجود .
بحسب الكاتب : البراعة في توظيف هذه التوصيفات وما يشبهها عدا التقية ، أنها نظيفة من الدلالات السياسية . وهكذا لا الطغيان طغيان , ولا الاستبداد استبداد ولا المجرمون مجرمون ولا القتلة قتلة .
ينتهي الكاتب للقول : تزوير الحدث السوري لا يحتاج إلى جرأة مادام الذي يمارس القتل لديه من لا يتورع عن توصيفه بما يخفي جرائمه , واذا كانت الكتابة حرة فالواجب يدعوها إلى عدم التستر على الكارثة ولا الزلزال , حيث ان الجرائم ليست أسيرة ألفاظ والتحايل ليس حلاً : فالأدب مثل التاريخ لا يرحم .
———————
بالانتقال إلى صحيفة الشرق الاوسط ونطالع فيها مقالا
للكاتب فايز سارة بعنوان :
” المعارضة ترسم طريقها إلى الحل السياسي “
يقول الكاتب بداية : مضى نحو 4 سنوات على انطلاقة ثورة السوريين ضد نظام الأسد ووقعت في تلك السنوات حوادث وأحداث كلها قتل وجرح واعتقال واختفاء وتهجير إلى درجة يمكن القول معها إن السوريين تحولوا إلى ضحايا وسوريا إلى خراب والأمر مستمر .
فبدل أن ينهض المجتمع الدولي بدوره ومسؤولياته في معالجة القضية السورية بطريقة فعالة وحاسمة , ذهب إلى ما وصفه بالحرب على الإرهاب مخصصا داعش بتلك الحرب عبر عمليات قصف جوي على مواقعها وتحشيداتها في العراق وسوريا .
يتابع الكاتب : ولأن المجتمع الدولي ذهب إلى الحرب على الإرهاب في مواجهة تلك التطورات، فقد بدا أن على المعارضة السورية الذهاب إلى مسار آخر ، تمخض عن توافق ضمني بين الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق الوطني في البحث عن حل سياسي ، حيث أقر ما سمي بـ بيان القاهرة من أجل سوريا استنادا إلى بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة عبر 10 نقاط أبرزها أن هدف التفاوض الانتقال إلى نظام ديمقراطي ودولة مدنية ذات سيادة .
يخلص الكاتب للقول : لوحظ توافق المعارضة في رؤية ضرورة اتفاق الأطراف السورية على إنهاء مختلف أشكال الوجود العسكري غير السوري ، وخلص إلى مطالبة الشرعية الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية في تجفيف منابع الإرهاب ، وأن الحل السياسي الذي يضمن التغيير الديمقراطي الجذري شرطٌ لاستنهاض وتعبئة السوريين في محاربة التنظيمات الإرهابية .
———————
ونختم جولتنا من صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا للكاتب الياس حرفوش حمل عنوان :
” لهذا ينتصر الحوثيون “
ليس مفاجئاً التقدم الذي تحرزه جماعة الحوثيين فوق أنقاض اليمن , حيث اجتمعت لعبد الملك الحوثي الزعيم الحالي لهذه الجماعة كل العناصر التي تسمح له بالسيطرة على القرار السياسي وعلى الميدان العسكري .
يضيف الكاتب : لعب الحوثيون على التناقضات المذهبية في اليمن ,على رغم أنهم يشكلون أقلية فيه , فبدأت حربهم مع علي عبدالله صالح الذي تحول حليفاً لهم أو غطاءً لمشروعهم التقسيمي، وهدفه الوحيد من وراء ذلك هو استغلال الصراع الحالي بين الحوثيين وخلفه عبد ربه منصور هادي، بهدف العودة إلى السلطة والانتقام في الوقت ذاته من المبادرة الخليجية التي تجاوبت مع الشارع اليمني وأبعدت صالح عن السلطة لمصلحة نائبه .
يتابع الكاتب : يستعين الحوثيون في الحرب التي يخوضونها في اليمن بشعار «الموت لأميركا… الموت لإسرائيل» الذي صار بضاعة صالحة للبيع في أي متجر ولأي هدف. وهو شعار لا يؤذي طبعاً لا أميركا ولا إسرائيل , وقد شهدنا سوابق لذلك في العراق وسورية ولبنان، حيث «المناضلون» و «الممانعون» هم الذين تربطهم تحالفات المصالح مع أميركا، كما أنهم الأبعد سياسياً وجغرافياً عن مواجهة إسرائيل .
يخلص الكاتب للقول : وسط هذه الفوضى يجد تنظيم «القاعدة» مساحة واسعة لتوسيع نشاطه، ولا يبدو أن الحوثيين يمانعون في ذلك ، فمشروعهم المذهبي يواجه رداً عليه بمشروع مذهبي متطرف من العيار نفسه ، وهكذا تكتمل عناصر النظرية التي أطلقها الحوثيون وحلفاؤهم بأنهم يحاربون «المشروع التكفيري» في اليمن .
قسم البرامج _ وطن اف ام