ربّما كان أفضل ما يختصر سياسة ايران السورية في الوقت الحاضر أن ليس في إمكانها أن تخسر دمشق بأيّ شكل من الأشكال، خصوصا أنّ ذلك يعني ، أن خسارة دمشق تعني خسارة بيروت وحتّى بغداد. فإيران التي زادت صنعاء إلى العواصم العربية التي تسيطر عليها ,, تقف عند مفترق طرق .
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” انكشاف النظام السوري في الجولان “
للكاتب خير الله خير الله نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول الكاتب بداية : سيتوجّب على أطرافٍ عدّة إعادة حساباتها بعد العملية التي نفّذتها إسرائيل في الجولان السوري والتي أدّت إلى مقتل قياديين من “حزب الله” وضابط كبير في “فيلق القدس” الذي ينتمي إلى “الحرس الثوري” الإيراني .
وبرأي الكاتب فأن تجول قياديين من “حزب الله” ومن “فيلق القدس” في الجولان الذي يعتبر المنطقة الاكثر حساسية في سورية دليل على أن القرار السوري صار إيرانيا .
يتسائل للقول : لماذا قرّرت إسرائيل استفزاز إيران؟ هل تعتقد أن الكيل طفح وأنها لن توافق على الشروط التي وضعتها طهران التي استطاعت إلغاء الحدود بين سوريا ولبنان من منطلق مذهبي بعدما قرّرت جعل “حزب الله” يقاتل في سوريا، أم أنّ الاستفزاز مدخل لاتفاق معها يحلّ مكان ذلك الذي كان قائما مع النظام السوري ؟
وفي النهاية يقول الكاتب : ربّما كان أفضل ما يختصر سياسة ايران السورية في الوقت الحاضر أن ليس في إمكانها أن تخسر دمشق بأيّ شكل من الأشكال، خصوصا أنّ ذلك يعني ، أن خسارة دمشق تعني خسارة بيروت وحتّى بغداد. فإيران التي زادت صنعاء إلى العواصم العربية التي تسيطر عليها ,, تقف عند مفترق طرق .
———————
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتب ماهر مسعود بعنوان :
” سورية ومهمة تغيير العالم “
في وجهة نظر الكاتب فان الثورة السورية لم تتمكن من تغيير النظام السياسي حتى اليوم، ولكن حملها الثقيل الذي يجعلها أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى التفاعل الدولي الإجباري مع مجرياتها وآثارها ومخلفاتها، يفتح الطريق أمام تغيير العالم الذي اشتكى ماركس يوماً من اكتفاء الفلاسفة بتفسيره .
يتحدث الكاتب عن ان المتابع للترابط السببي والعلائقي بين مجريات أمور العالم يمكنه ملاحظة ما يلي :
اولاً لقد أُخضع السوريون خلال أربع سنوات للموت بكل صنوفه، ما تسبب بمقتل مليون إنسان تقريباً وتهجير قرابة 11 مليون إنسان ,, ثانياً أدى خذلان السوريين والتنصل من حمايتهم، ومبادلتهم بصفقات كيماوية حصلت أو نووية قيد الحصول، إلى ارتفاع التوتر السني – الشيعي اقليمياً ، ثم مأسسة الإرهاب السني في دولة الخلافة وخروج الإرهاب الشيعي عن حد «الدولة المضبوطة» في إيران نحو الدول غير المضبوطة .
أما ثالثاً فلم يصعد «داعش» إلا بعد كيماوي الغوطة، لكن دولة «داعش» التي يتهافت عليها المتطوعون من كل أصقاع الأرض، حرّكت مُحقة المظلومية الإسلامية والسنية تحديداً في جميع الدول، والملاحظة الاخيرة فهي ان العولمة تجعل الإرهاب الأصلي المتمثل بالأنظمة الديكتاتورية في العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً , والإرهاب الفرعي المتمثل بـ «القاعدة» وأخواتها، مشكلة عالمية عموماً و «مسيحية» خصوصاً .
يختم الكاتب مقاله للقول : نعيش في عالم واحد، والإرهاب الذي حصد اثني عشر فرنسياً، في ذمته مليون قتيل في سورية، وتأثير الإرهاب في أصله وفروعه لن يتمكن أحد من حصره في سورية المنكوبة وحدها. وإن لم يتمكن العالم من فتح طريق الحرية الذي أرادته الشعوب وإن لم يتخلص العالم من سلبيته القاتلة وخوفه من حريتنا، فإنه سيبقى أمام خيار شبه وحيد في التغيير هو النزول إلى جحيمنا، بدل صعودنا إلى أرض حداثته .
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة العربي الجديد وفيها كتب محمد ابو رمان مقالا حمل عنوان :
” معضلة داعش” وتناقضات الحرب الراهنة “
يقول الكاتب بداية : أظهرت أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تنظيم داعش، لم يخسر حتى الآن سوى 700 كلم مربع من الأراضي في العراق، أي 1% فقط من 55 ألف كلم مربع سيطر عليها عام 2014 , وهذا لا يعني أنّ الولايات المتحدة لا تملك القدرة العسكرية لإبادة أغلب قدرات التنظيم فعليّاً، ولا يعني ايضاُ على المدى البعيد أنّه غير قادر على الصعود مرّة أخرى، وتجديد نفسه .
بحسب الكاتب فان : معضلة الحرب الأميركية الراهنة على “داعش” أنّها تقوم على جملة كبيرة من التناقضات والمعضلات، تتأسس في جوهرها على سؤال النفوذ الإيراني، والشراكة مع الأنظمة السلطوية العربية التي هي الأب الشرعي لصعود هذه الحركات .
يتابع الكاتب : ما أتت به المتغيرات الجديدة في الموقف الأميركي والحرب الراهنة، هو مزيد من التعقيد على المنطقة العربية، وحتى المعارضة السورية المعتدلة التي يجري الإعداد لدعمها وتدريبها فكرة ضعيفة وهلامية ، فضلاً أنّ المطلوب منها أن تكون جاهزة لقتال تنظيمي داعش والنصرة وليس جيش الأسد، حتى لا تدخل الإدارة الأميركية في صدام مع إيران وحلفائها هناك .
يخلص الكاتب للقول : ان السياسات الأميركية الراهنة في الحرب على الإرهاب هي التي تؤدي إلى تفريخ الإرهابيين والمتطرفين ، وتمثل سبباً إضافيّاً وعاملاً حيويّاً في تعزيز هذه المنظمات المتطرفة على كلا الجانبين ، ومدّها بمادة التجنيد والتعبئة والدعاية .
قسم البرامج _ وطن اف ام