بعد أسابيع قليلة في الحادي عشر من مارس المقبل تدخل الثورة السورية سنتها الخامسة. ومع مرور الأيّام يتبيّن كم حجم تضحيات الشعب السوري كبير، وكم سيكون صعبا بقاء الكيان السوري موحّدا.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” قصف دمشق “
للكاتب سلامة كيلة نطالعه في صحيفة العربي الجديد .
يتسائل الكاتب : ما الهدف من قصف دمشق ؟ يبرر علوش أن مناطق النظام يجب أن تتألم كما تتألم مناطقنا , لكن دمشق يحتلها النظام وهي منطقة جزء من سورية التي نهضت لإسقاط النظام حيث كانت تنسيقيات أحياء دمشق هي الأهم طوال أشهر من الثورة. ولأنها كذلك عملت السلطة على تدميرها .
يتابع الكاتب : دمشق جزء من الثورة ومن يقصفها يقصف الثورة، وهذا أمر يكمل ما قام به جيش الإسلام في الغوطة وفي كل المناطق التي وصل إليها، ربما منذ سلّم العتيبة للسلطة لكي تحاصر الغوطة ، ومن ثم انسحابه إلى الشمال بعد التمركز حول دمشق ، وتخزينه السلاح الذي سيطر عليه من مخازن السلطة وتصفيته كتائب مسلحة عديدة في الغوطة وغيرها.
يتسائل الكاتب مجدداً : هل ما يقوم به زهران علوش جزء من ضغوط أطراف إقليمية للقول إن أي الحل يمكن أن يتحقق بالتوافق بين أميركا وروسيا أو أميركا وإيران ، وليس ممكن التنفيذ من دون مشاركة من هذه الأطراف ؟ وبالتالي يصبح زهران علوش ممثلاً للثورة ؟
يخلص الكاتب للقول : هذا ما يبدو الهدف من القصف الوحشي على دمشق وزهران أداة إقليمية ينفّذ ما يعزز من مساومات الدول من دون التفات إلى أن الذي يُقتل هو الشعب السوري، الذي بات يقتل من أطراف كثيرة تدّعي أنها الثورة، أو التي تركب الثورة، كما يقتل من السلطة وداعميها، من حزب الله، إلى المليشيا الطائفية العراقية، إلى الحرس الثوري الإيراني. ليبدو أن كل هؤلاء واحد، هو ضد الشعب السوري، ويريد إجهاض ثورته.
———————
بالانتقال إلى صحيفة الشرق الاوسط ونطالع فيها مقالا
للكاتب صالح القلاب بعنوان :
” لهذا أصبحت أميركا بالنسبة إلى العرب دولة لا يعتمد عليها! “
يقول الكاتب بداية : إذا كان الأميركيون لا يعرفون فإن عليهم أن يعرفوا أن سمعتهم في هذه المنطقة، التي يعتبرونها استراتيجية وضرورية حتى على المدى البعيد في غاية السوء وأن الذين يعتبرونهم أصدقاءهم وهم كذلك باتوا يضيقون ذرعًا بهم وبسياساتهم وتصرفاتهم .
إذا أردنا قول الحقيقة أليست الولايات المتحدة هي المسؤول عن خلق تنظيم داعش ووصوله إلى ما وصل إليه عندما أفسحت له المجال , وهي الدولة التي غزت العراق وقطّعت أوصاله وأزالت مؤسساته وحلّت جيشه .
يضيف الكاتب : حتى الآن الولايات المتحدة التي اضطرت إلى العودة إلى العراق عودة غير مباركة ولا مظفرة، لا تزال تسكت سكوت المريب على استهداف العرب السنّة، ولا تزال تتواطأ مع احتلال إيران لبلاد الرافدين وكل هذا بذريعة غير مقنعة هي إنجاز وإنجاح مفاوضات النووي الإيراني، وكل هذا وإنّ «داعش» لم يخسر حتى الآن إلا نحو واحد في المائة فقط من الأراضي العراقية والسورية التي احتلها بينما كان الأميركيون يتفرجون .
وبحسب الكاتب : فان إدارة باراك أوباما خذلت الشعب السوري وتركته فريسة لهذا النظام ولألوية المرتزقة الطائفيين الذين تم استقدامهم من كل حدب وصوب، ومعهم بالطبع قوات حزب الله، والذين تجاوزت أعداد تنظيماتهم الـ35 تنظيمًا.
ويبقى في النهاية أنه لا بد من القول إن هذه المواقف الأميركية المخزية فعلا بالنسبة إلى هذه القضية المهمة هي التي تجعل صورتهم في هذه المنطقة بكل هذا السوء، ثم وإن تبنيهم للاحتلال الإسرائيلي، حتى في عهد هذا الأرعن بنيامين نتنياهو، هو الذي يجعل العرب والمسلمين أيضا ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها إسرائيل وأن إسرائيل هي الولايات المتحدة.
———————
ونختم جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب خير الله خير الله مقالا حمل عنوان :
” سوريا وإيران… وإدارة أوباما “
يقول الكاتب : بعد أسابيع قليلة في الحادي عشر من مارس المقبل تدخل الثورة السورية سنتها الخامسة. ومع مرور الأيّام يتبيّن كم حجم تضحيات الشعب السوري كبير، وكم سيكون صعبا بقاء الكيان السوري موحّدا.
لقد بلغ التدهور في سوريا حالا بات فيها النظام يراهن منذ فترة لا بأس بها على الاحتفاظ بقسم من البلد، على أن يكون لهذا القسم ممرّ إلى لبنان إلى سهل البقاع الذي يسيطر “حزب الله” على جزء منه، خصوصا محيط مدينة بعلبك.
يضيف الكاتب : وبغض النظر عمّا سيكون عليه الدور الإيراني على الصعيد الإقليمي، هناك عاملان يدعوان إلى التشاؤم بمستقبل سوريا، الأوّل السياسة الأميركية، والآخر الطموحات الإيرانية. لا وجود، إلى إشعار آخر، لسياسة أميركية واضحة تجاه سوريا خصوصا في ظلّ إدارة حائرة اختزلت مشاكل الشرق الأوسط في الملفّ النووي الإيراني.
ينتهي الكاتب للقول : نعم مستقبل سوريا أسود. هل يمكن عمل شيء عربيا، على غرار ما حدث مع مصر حيث ساند العرب ثورة شعبية حقيقية قلبت نظام الإخوان. الجواب أن الوضع السوري تجاوز مرحلة كان لا يزال ممكنا عمل شيء للبلد. الواقع أنّ إدارة أوباما لم تترك مجالا سوى لخيار واحد هو تفتيت سوريا. هل تتمكّن إيران من الحصول على جزء من هذا الكيان؟ الجواب متروك للمستقبل.
قسم البرامج _ وطن اف ام