من المبكر الحديث عن تغيير واسع وسريع للمشهد الاستراتيجي في المنطقة , لكن الدينامية التي أطلقها التحالف العربي في اليمن لن تتوقف وهي كفيلة في النهاية بإحداث تغييرات في هذا المشهد تضمن إرساء ميزان قوى جديد.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” رستم غزالة… الذي مات على دفعات “
للكاتب خير الله خير الله نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول الكاتب بداية : هناك أشخاص يموتون على دفعات , ففي الواقع مات رستم غزالة قبل عشر سنوات من موته جسديا , مات مع انتهاء صلاحيته في اليوم الذي خرجت فيه القوات السورية من لبنان على دم رفيق الحريري ورفاقه .
بحسب الكاتب : لم يكن رستم بحدّ ذاته يوما شخصا مهمّا , قصته تختزل قصص عشرات الضبّاط السنّة الآتين من خلفية اجتماعية متواضعة في الجيش السوري , على هؤلاء أن يثبتوا يوميا مدى ولائهم للنظام العلوي ومدى الاستعداد للذهاب بعيدا في ممارسة كلّ أنواع القمع من أجل إثبات أنّهم يستأهلون الثقة التي وُضعت فيهم.
ينتهي الكاتب مقاله متسائلاً : مات رستم موتا بطيئا عرف أنّه انتهى في السادس والعشرين من أبريل 2005 يوم غادر آخر جندي سوري الأراضي اللبنانية , في سوريا عاد رستم ضابطا سنّيا لا أكثر أي ضابطا من الدرجة الثانية عليه أن يحظى يوميا برضا مسؤوله العلوي. لم تعد لديه مهمّة يستطيع تأديتها غير إظهار الولاء. والولاء يعني أوّل ما يعني ممارسة كلّ ما أمكن من وحشية مع أهل منطقته الثائرين على النظام , فهل من قصاص أكبر من هذا القصاص الذي لا يليق سوى بمن على شاكلة هذا النوع من الضبّاط ؟
——————–
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد ونطالع فيها مقالا
للكاتب ميشيل كيلو بعنوان :
” قبل عاصفة الحزم وما بعدها “
بداية يقول الكاتب : قطعت عملية عاصفة الحزم العسكرية مع ما سبقها من سياسات وأجواء محلية وإقليمية ودولية وأتت رداً على حدث قطع بدوره مع ما سبقه وضع سلطة دولة عربية خليجية مهمة ومصيرها في أيدي أصدقاء إيران من الحوثيين وهم طرف خارج على النظام، سبق له أن خاض حروباً متعاقبة ضده بمعونة قوة إقليمية هي إيران .
يتابع الكاتب : تواجه إيران وضعاً لا يقل صعوبة عن وضع الخليج فالاتفاق النووي يفتح الباب أمام أشكال تدخل متنوعة في شؤونها لأن تطبيقه يعني تقييد سيادتها، أقله فيما يخص برنامجها النووي وتبديل علاقاتها مع العالم الخارجي نحو الأحسن مع البلدان الأكثر تقدماً والأقوى عسكرياً، التي فرضت عليها ما رفضته طوال عشرة أعوام ونيف، والأسوأ مع جيرانها المباشرين الذين نجحت في مد أيديها عميقا إلى عالمهم.
يختم الكاتب للقول : بـعاصفة الحزم يخرج الخليج من الجمود والسلبية إلى المبادرة وتنتقل إيران من الهجوم إلى الدفاع ويواجه الطرفان ضرورة التكيف مع حالهما الجديدة. فهل تصل المبادرة إلى الحوامل الداخلية للسياسات الهجومية في أوضاع الخليج ويعني الدفاع الإيراني انكفاء طهران عن العالم العربي بدءا من اليمن أم أننا نحلم ونعبر عن أمانينا تجاه ما نبتغيه لعالم لا يعرف ولا يريد الخروج من بؤسه يغرق تحت طوفان من الرصاص والقنابل وبحار من الدم لأن غرقه هو قدره الذي لا يعرف كيف يواجهه ؟
———————-
ونختم جولتنا من مقالاً في صحيفة الحياة بعنوان :
* إيران تتشدد في اليمن خوفاً على… سورية *
للكاتب : جورج سمعان .
يقول الكاتب : من المبكر الحديث عن تغيير واسع وسريع للمشهد الاستراتيجي في المنطقة , لكن الدينامية التي أطلقها التحالف العربي في اليمن لن تتوقف وهي كفيلة في النهاية بإحداث تغييرات في هذا المشهد تضمن إرساء ميزان قوى جديد.
برأي الكاتب : عاصفة الحزم حققت الأهداف الأولى من الحرب , قضت على معظم الآلة العسكرية للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. لم يعد بإمكانهم تهديد مدن الجنوب والشرق والوسط واستكمال سيطرتهم على كامل البلاد وإسقاط ما بقي من رموز الشرعية تالياً.
يضيف الكاتب : إن نجاح الحملة في اليمن سيضعف موقع إيران ويحد من اندفاعها في شبه الجزيرة , فلم يقف التحالف وحده في مواجهتها فقد اختبرت طهران بنفسها الموقف الدولي. ناورت سفنها قبالة سواحل عدن مهددة باختراق الحصار , فسارعت الإدارة الأميركية إلى إرسال حاملة طائرات إلى المنطقة للتأكيد لإيران أنها لا تتهاون حيال أي خطر قد يهدد حلفاءها الخليجيين.
قسم البرامج _ وطن اف ام