أقلام وآراء

جسر الشغور : تغيُر الرياح ؟

سلطت العديد من الصحف العربية والدولية الضوء على المعارك الدائرة في الشمال السوري، لاسيما في محافظة إدلب ، حيث تناولت العديد من مقالات الرأي أهمية تحرير مدينة جسر الشغور:

فمن صحيفة الحياة اللندنية نبدأ جولتنا ، وفيها كتب حسام عيتاني مقالا بعنوان :

” جسر الشغور : تغيُر الرياح ؟”
يرى الكاتب بداية أن خسارة النظام السوري مدينة جسر الشغور وفشله قبل ذلك في هجومه على بلدة بصر الحرير، يسلطان الضوء على جملة حقائق تتعلق بالتطورات الميدانية واستطراداً بمستقبل النظام وإمكان التسوية السياسية.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن هذه المعركة يتعين فهمها، من خلال ملاحظة نضوب الخزان البشري الذي كان يغذي الجيش وميليشيا قوات الدفاع الوطني إضافة إلى تعرض القاعدة الاجتماعية المؤيدة لبشار الأسد إلى رضة خطيرة قد لا تشفى منها في المستقبل المنظور.
يضيف الكاتب : الراعي الإيراني يعاني أيضاً من شح في الموارد البشرية بعد انسحاب المسلحين العراقيين للمشاركة في الحشد الشعبي والتصدي لـداعش وعدم رغبة الايرانيين في زج مواطنيهم مباشرة في القتال والاكتفاء باللحم الرخيص الذي توفره مخيمات اللاجئين الافغان في إيران والهزارا المعدمين.
ويختم الكاتب مقاله متكهنا بمعارك مقبلة ستلي معركة جسر الشغور حيث يرى أنها أشد خطراً على النظام وأتباعه ولا يبدو أن إمكانات النظام كافية لتغيير اتجاه الرياح هذه المرة.
—————————

بالانتقال إلى جريدة المستقبل اللبنانية وفيها كتب أسعد حيدر مقالا بعنوان :
” العبور على … جسر الشغور “
يشبه الكاتب مطلع المقال تحرير مدينة جسر الشغور بإدلب وكأنه العبور على الجسر الى الانتصار الشامل على النظام الأسدي، والعبور نحو مفاوضات جدية تنهي الرئيس بشار الأسد وعائلته .
يؤكد الكاتب على أن نظام الأسد تعب وهو يعمل جهده للمحافظة على تماسكه، كما أنه نظام أكل «أبنائه» واحداً بعد الآخر، وبلا رحمة حيث يذكر الكاتب قصة تصفية رستم غزالي مؤخرا.
ثم يتحدث الكاتب عن نقص في العنصر البشري المقاتل في صفوف قوات النظام حيث يتراجع التجنيد حتى في صفوف العلوين، وعن أزمة اقتصادية تزداد حدّةً وتجعل الكثير من السوريين الأغنياء يهاجرون خارجا .
المفاوضات لن تكون سورية سورية فقط، برأي الكاتب بل ستتواجد القوى الاقليمية والدولية. التي لم يعد ممكناً إلغاء أي طرف من الأطراف في المفاوضات.
يخصل الكاتب للقول: أن اللاذقية من الصعب أن تسقط لأنها تشكل خطًّا أحمر روسيًّا، هذا الصيف قد يكون جحيماً. عندما تبدأ عملية رسم «خطوط التماس»، تمهيداً لكسر الإرادات أو بدء المفاوضات، لا يعود من حساب للخسائر إلا بقدر ما ترفع رصيد المفاوضين.
————————–
وننهي جولتنا من صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ونطالع فيها مقالا لهنري باركي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليهاي الأميركية :
” نهاية الدولة في الشرق الأوسط “
يتحدث الكاتب بداية عن الدولة كمفهوم وكيف أنها بدأت تختفي في بعض الحالات في الشرق الأوسط. فالحرب في العراق وسوريا وليبيا واليمن، والتدخل الخارجي من دول داخل المنطقة وخارجها، كلها أمور ساهمت في تدمير المجتمعات والبنى التحتية وأنظمة الحكامة في الدول غير المستقرة.
لقد هز الربيع العربي يضيف الكاتب هذه المجتمعات بقوة، مسرعاً بذلك تفككها. ولكن تفاقم خطر تنظيم «داعش»، والسهولة التي انتشر بها في سوريا والعراق، هو ما عرّى حقيقة تهلهل بعض الدول الموجودة وتضعضها.
يرى الكاتب أن المستقبل ربما يحمل معه تسوية فوضوية ومتعددة الأقطاب يتم الحفاظ فيها على الحدود الوطنية اسمياً فقط، ولكنه سيكون حافلاً بأشباه حزب العمال الكردستاني، والمقاتلين العراقيين، وبحزب الله، وداعش وجبهة النصرة، وملييشيات شيعية عراقية وآخرين. إنه مشهد غير جميل، ينهي الكاتب مقاله بطبيعة الحال، ولكن ربما يتعين علينا أن نتعود عليه في المستقبل.

قسم البرامج _ وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى