وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 115 شهيداً مدنياً من أهالي مدينة الرقة، ارتقوا يوم أمس الثلاثاء بعد قيام النظام بمهاجمة المدينة بطيرانه الحربي، وبث أهالي المدينة صوراً تظهر مدى الخراب والتدمير واندلاع الحرائق.
وكان طيران النظام قد شن تسع غارات جوية على المدينة يوم أمس، استهدف فيها بشكل متعمد الأماكن السكنية الأكثر كثافة سكانية، وجاءت الغارات على الشكل الآتي:
الغارة الأولى على منطقة المستودع الاصفر شمال الرقة ،الثانية والثالثة على المنطقة الصناعية ” حارة الصواجين ” شمال شرق الرقة، الرابعة والخامسة على منطقة جامع الحني في وسط المدينة مما أدى الى سقوط مأذنة المسجد (الصورة المرافقة)، السادسة استهدفت امنطقة لمشلب منزل محمد العثمان بجانب المعهد الموسيقي، السابعة على منطقة نزلة المتحف “سوق شعبي” في وسط المدينة، الثامنة استهدفت بناء البريد بجانب كراج البولمان وتم اخلاء جميع البولمانات من كراج البولمان والتاسعة استهدفت منطقة الفروسية.
سانا تتجاهل والدفاع الوطني يسخر
وأشارت صفحة “الرقة تذبح بصمت” أن وسائل اعلامية حاولت أن تنسب للصفحة القول بأن هذه الغارات قام بها التحالف، علماً أن الصفحة وكل الصفحات الرقاوية الأخرى قالت منذ الغارة الأولى أن منفذها هو طيران النظام.
وكان لافتاً تجاهل وكالة أنباء النظام “سانا” ماحدث بالرقة تماماً، وكذلك تجاهلت الموضوع كل من: وسائل الإعلام التابعة لميليشيا حزب الله في لبنان، وسائل الإعلام الإيرانية بما فيها وكالة فارس للأنباء وموقع روسيا اليوم.
بينما سخرت صفحة “قوات الدفاع الوطني في الرقة” على الفيس بوك قائلة بأن “نسورها” شنوا 8 غارات على مدينة الرقة، وبكل استخفاف ذكرت أسماء المناطق التي تعرضت للقصف، وهي نفس أسماء المناطق التي ذكرها الناشطون الرقاويون وبالترتيب ذاته. وادعت الصفحة أن طيران النظام استهدف فقط عناصر داعش حيث قالت أن عدد قتلى داعش بلغ 54.
يتناوبون على سماء الرقة
وكان التحالف الدولي بقيادة الأمريكيين قد شن غارتين على “معسكر الأشبال بالقرب من الفرقة 17″، أي قبل 12 ساعة تقريباً من شن النظام لغاراته، وقد قام النظام منذ إعلان التحالف عن بدء غاراته على سوريا باستهداف المدن التي يسيطر عليها داعش، ولكن بعكس طيران التحالف فالأسد لا يجيد إلا قتل السوريين وتدمير مدنهم وبيوتهم.
وبذلك تكون سماء الرقة والمدن السورية التي تسيطر عليها داعش عرضة حالياً لثلاث أنواع من الطائرات، طائرات النظام، طائرات التحالف وطائرات داعش.
وفي تقرير لمجموعة “مراسل سوري” الإخبارية حول هذا الخلط بين الطائرات التي تحلق في سماء الرقة، تقول أن الأهالي أصبح بمقدورهم التمييز بين مختلف أنواع الطيران في سمائهم، فطائرات التحالف التي تستهدف غالبا مقاتلي التنظيم يمكن تمييزها من صوت محركاتها، فصوتها يفوق صوت طائرات النظام قوة وهذا ما يثير الرعب في قلوب المدنيين.
أما طيران النظام فهو ما زال على نفس النهج هدفه الأول هو المدنيون، كما يظهر أحياناً طيران تابع لتنظيم داعش وهو محصور بالاستطلاع، وهو أخف الشرور.
وتبقى الآلية التي يتم بها تنسيق الطلعات الجوية بين الجهات الثلاثة محط تساؤل وتكهنات، فاذا قبلنا بتنسيق ما بين التحالف والنظام بالنسبة لطلعاتهم الجوية، والتي لم يقع حتى الآن أن تضاربت هذه المواعيد، فماذا عن طائرات الاستطلاع التابعة لداعش كيف يسمح لها الطرفان بالتحليق.
أورينت نت – وطن اف ام