أتستصعب من الأمر شيئا؟ اتّهم أردوغان وأنقِذ الموقف !! هذه ــ على ما يبدوــ هي التعويذة السحرية الرائعة والرائجة في أدبيات السياسة التركية في العشرية الأخيرة.
هل وجدت صعوبة في توصيل قرار سياسي لقاعدتك الشعبية؟ اتّهم أردوغان وأنقِذ الموقف!! هل أنت محتاج لورقة توت تغطي بها فشلك؟ اتّهم أردوغان وبذلك تنقذ الموقف !!!
الصيغة نفسها تجري محاولة إدخالها في نقاشات الائتلاف في الأيام الأخيرة، حيث قالوا: إن حزب العدالة والتنمية لديه كامل الرغبة في الائتلاف ومثله في ذلك حزب الشعب الجمهوري لكن رئيس الجمهورية أردوغان هو من يشكّل عقبة أمام هذا الائتلاف. ليست هناك أبسط إشارة على ذلك، لكننا ننتظر كل شيء ممّن قال زورا:إن تكلفة الطاولة 250.000 ليرة.
رئيس الجمهورية أردوغان في واحدة من تصريحاته الأخيرة المتعلّقة بالائتلاف كان قد صرّح بالتالي:
“أتمنى،أن تؤسّس حكومة بأسرع وقت، بشكل يتناسب مع الظروف الحساسة التي تعيشها تركيا. و المسؤولية في هذا تقع على عاتق جميع الأحزاب. نحتاج الآن إلى حكومة ائتلافية لا تناقش و تنظر في الماضي بل تضع حلولا للمشاكل المطروحة، وتظهر إرادة لبناء مستقبل هذا البلد”.
وفي التصريح نفسه قال أيضا: إنه في حال لم تتمكّن الأحزاب من تكوين الحكومة يجب أن لانخاف من الانتخابات المبكّرة، وإذا كان لكليجدار أوغلو وباهتشلي وجميع السياسيين تصريحات مشابهة فما المسألة إذن؟
المسألة، هي أنه توجد أسباب كثيرة ملموسة: فكرية وسياسية تقف أمام ائتلاف العدالة والتنمية مع حزب الشعب الجمهوري. وعلى رأس هذه الأسباب، القاعدة الجماهيرية للعدالة والتنمية.
وموضوع مهم من مواضيع الزيارات العديدة كان موضوع تحالف العدالة والتنمية مع حزب الشعب الجمهوري. ولم أسمع كلمة إيجابية واحدة في هذا الموضوع من جميع أقاربي الذين صوّتوا لحزب العدالة والتنمية خلال تسع انتخابات مضت. ومتأكدة أيضا من أن تجربتكم أنتم أيضا في هذا المجال ليست مختلفة. حيث أن الرؤية العامة هي سعي العدالة والتنمية الحثيث لتكوين الحكومة لكن اختلافه في المبادئ الأساسية مع حزب الشعب الجمهوري يجعل من تحالفهما أمرا شبه مستحيل.
عند سؤالي لجدي الحبيب علي قابلان “هل تعتقد بإمكانية الائتلاف؟” بدأ جوابه بـ”لا يا ابنتي وهل يمكن تكوين ائتلاف مع حزب الشعب الجمهوري؟!!”. ثم وصل الحديث إلى المرحوم عدنان مندريس الذي نعاه بـ”شهيد الأذان”.فجدي الحبيب عند سماعه بخبر نجاح الحزب الديموقراطي، بادر إلى منارة المسجد التي بحينا وأذّن باللغة العربية لأول مرة. وأضاف بأعين باكية “سامحني يا الله فقد أذّنت كثيرا باللغة التركية”.
ونواب حزب العدالة والتنمية الذين لاحظوا هذه العقبة الصريحة بدأوا بإعطاء تصريحات في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال صرح وزير التجارة والجمارك نور الدين جانيكلي قائلا: “اللقاءات مع حزب الشعب الجمهوري مستمرة لكن بالنظر إلى الطيف السياسي يظهر أن تكوين حكومة ائتلافية بين الحزبين ليس سهلا”. وأما نائب رئيس حزب العدالة والتنمية علي شاهين، فقد تحدّث عن أن التحالف مع حزب الشعب الجمهوري احتمال ضعيف.
والمفهوم هو أن لقاءات ونقاشات الائتلاف كما تدور بين العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري تدور أيضا بين العدالة والتنمية وقاعدته الشعبية وهذه القاعدة لا تبدو قريبة من الاقتناع، واسمعوها مني.
المصدر : عن صحيفة “صباح” التركية، ترجمة و تحرير “تركيا بوست