أصبحت تركيا اليوم ذات أهمية جيوسياسية، لتكون من إحدى الدول التي تلعب دورا بارزا في شطرنج الساحة الدولية، ولذلك ازدادت أهميتها أيضا على صعيد ممرات الطاقة، وتكافح تركيا اليوم من أجل الثبات على حالها الجديد هذا.
الكفاح هو بيننا وبين الدول التي لا تريد لتركيا أن تتحكم في ممرات الطاقة وتقف على رأس “صنابير” النفط، وهناك أيضا عناصر من داخلنا لا تريد ذلك، ويتصرفون في هذه اللعبة كحصان طروادة.
تركيا اليوم أصبحت الجسر الذي ينقل خطوط الكهرباء والغاز الطبيعي والنفط، سواء اكان ذلك عبر الممر الأزرق (الذي ينقل الغاز الطبيعي من روسيا لتركيا) أو عبر خط أنابيب إيران تركيا، والذي يتم من خلاله نقل هذه الموارد إلى باكو-تبليسي-جيهان، وكذلك خط نفط كركوك-يمرتالك، ليصل إلى حقل شاه دنيز في أذربيجان.
لماذا يعد التحكم في صنبور الطاقة أمرا مهما؟
أدرك الغرب جيدا أهمية هذا الأمر بعد ازمة أوكرانيا، فإذا كنتم تتحكمون في خط سير الطاقة، تصبحون أنتم من يرسم قواعد اللعبة، وحتى لو كان هناك اتفاقيات دولية، فإنّ تأمين نقل مصادر الطاقة يكون تحت سيطرتكم، وبالتالي تستطيعون التأثير على الأسعار والتأثير في مجالات أخرى.
أصل المشكلة هنا، هو أنّ العالم يريد أنْ تكون تركيا بعيدة عن التحكم في صنبور الطاقة الذي يخرج من شمال العراق، فتلك المنطقة ستكون قادرة على تصدير 120 مليار دولار من النفط عام 2020، ولهذا يبذلون كل الجهد كي لا تكون تحت تحكّم الدولة التركية.
وتلك القوى تستخدم داعش وشريكتها حزب العمال الكردستاني من أجل تحقيق أهدافهم، وأول مشاريعهم تتمثل في توطين التركمان والعرب في الممر القادم من شمال سوريا، وذلك من أجل إبعاد تركيا عن التحكم في صنبور الطاقة المتدفق من هناك.
إذا لم نكافح ونقاتل الذين لا يريدون الخير لنا ولدولتنا، فإننا سنجد أنفسنا في القريب العاجل أمام حقيقة مناقشة نقل ممر الطاقة القادم من شمال سوريا، واعتقد أنّ الذين يريدون نشر الفوضى وعدم الاستقرار في تركيا، وبعد تحقيق أهدافهم، سيكونون شركاء ولهم حصة في خطوط الطاقة الجديدة.
المصدر : صحيفة صباح – ترجمة ترك برس