مقالات

رزق العبي: الإعلام الثوري….كأنك يا أبو زيد ما غزيت

قليلاً بل من النادر ما يتناول الإعلام الثوري المواضيع الحساسة والجريئة في مواضيعه .

وكأنه راح يتبع سياسة إعلام النظام بحيث من لا يمكن المساس بأي فصيل أو سياسي معارض وإن كان على خطأ، فقبل أشهر كتبت تحقيقاً متكاملاً عن قيام شخصيات معارضة على إصدار جوازات سفر تبين أن بعضها مزور وأوقف العمل به، ليتصل بي في ساعة متأخرة من الليل مدير إحدى الوسائل الصحفية التي أعمل بها ويبلغني بضرورة عدم التطرق لمثل تلك المواضيع في تلك المرحلة والخطأ يتم معالجته بشكل سري، سكت وقتها وتذكرت تماماً يوم اتصل بي مدير تحرير إحدى الصحف التي كنت أعمل بها في دمشق قبل سبعة سنوات والتي تتبع للنظام، وحذرني من التطرق لمواضيع تخص شخصيات مهمة في الدولة السورية. تختلف المسميات وتتقاطع النتائج لتفضي في النهاية إلى نفس التبعية للسلطان، فلماذا كانت الثورة. دعونا نتحدث بكل شفافية، الثورة لم تكن ثورة ضد شخصيات وأسماء حتى نغير المسؤول ونجلب مسؤول على أذواقنا، بل كانت ثورة تغيير جذرية في بنية سورية الأمنية، وكانت بمثابة فلترة حقيقية للمؤسسات والوزارات، وإحقاق الحقوق وإكرام الإنسان.

ومن مبدأ ضخامة الفاتورة التي دفعها فقط الشعل السوري خلال خمسة سنوات يجب كرمى لعيونهم أن يكون الإعلام بوصلة الشعب وليس (علبة بويا) لتلميع البوط السياسي والعسكري. كرمى لعيون الأرامل واليتامى والمنكوبين أن يكون الإعلام الثوري صوتهم وحقهم المسلوب، حتى لا يكون نسخة مكررة عن الدنيا وسما وغيرها لكن بإختلاف الأسماء.

فالإعلام الذي أوصل صوت السوريين إلى كل بقاء العالم جديراً اليوم قبل كل يوم أن تكون وزارته في حكومة الائتلاف سلطة رابعة بالفعل لا طابور خامس، يقودها عشوائيون وتحكمها وسائل إعلامية يتم توجيهها كل حسب مصلحته. الإعلام مرآة الوطن يعكس معاناة ويطرح مشاكل، بعيداً عن التطبيل والتزمير. لذى علينا الحذر حتى لا نكون بعد كل تلك الخسائر قد عدنا بخفي حنين.

خاص لـ وطن إف أم

زر الذهاب إلى الأعلى