لا تزال أمام حزب العدالة والتنمية خمسة وأربعون يوما بعد مؤتمره الأخير ليصل إلى انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وخلال هذه الفترة سيكون الحديث عن شيء واحد فقط، ألا وهو إمكانية تشكيل حزب العدالة والتنمية للحكومة منفردا، فالحزب على حدود السلطة ونصف النقطة في هذه الانتخابات توزن بالذهب لأهميتها. أحزاب المعارضة شأنها شأن الكيان الموازي، تحاول منع الحزب من الوصول للسلطة مستغلة فرصة الحملة الانتخابية التي ستحاول فيها ضرب الحزب في مقتل. ينتظرنا موسم انتخابات ليس سهل المراس أبدا..
طريقة جديدة للوصول إلى الشعب
ماذا يجب أن يفعل في الطريق إلى الانتخابات؟ كما قال الباحث المستقل عادل غور، فإن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى حكاية جديدة. فالشعب يجب أن يجد حماسة تجاه العدالة والتنمية من جديد.
والشباب خصوصا يجب أن يفهموا التصور الجديد لتركيا جيدا. فالناخب ذو الثلاثين عاما لا يمكن أن يفهم أساليب الدعاية القديمة. فأكثر دعاية تؤثر في الناخب هي التواصل وجها لوجه. وتقاليد حزب العدالة والتنمية التي يتكئ عليها كانت تطبّق هذا الأسلوب جيدا في الماضي، كانوا يذهبون إلى أبواب الناس ويشرحون لهم المشروع. يجب أن يتم الشرح للمواطن وجها لوجه شرحا يلامسه ويفهمه. ويجب النجاح في ذلك بالمدة الزمنية المحددة بخمسة وأربعين يوما.. فالعلاقات التطوعية أصيبت بوهن داخل الحزب.
التحالف مع حزب السعادة
لم يقدِر حزب العدالة والتنمية أن يخلق موجة حماس قبل انتخابات السابع من حزيران/ يونيو. ويمكنه أن يظفر بالنجاح المطلوب إذا استطاع في هذه الفترة أن يحلّل أخطاءه جيدا ويستفيد منها. والتحالف مع حزب السعادة أيضا أحد طرق العقل في هذه الفترة.. حزب السعادة كان قد حصل على تسعمائة ألف صوت في الانتخابات الماضية. والتحالف معه في هذه الظروف لن يجعل العدالة والتنمية يخسر أي صوت. لا يوجد من سيتخلى عن التصويت للحزب في هذه الظروف بسبب اتفاقه مع حزب السعادة. في حين أنه لو اتّجه خطاب حزب العدالة والتنمية إلى مغازلة حزب الحركة القومية فإن هناك احتمالا خطيرا أن يخسر أصوات الأكراد بالكامل.
لمن صوّت الأكراد؟
إن مقولة أن الأكراد جميعا صوّتوا لحزب الشعوب الديموقراطي مجرد خرافة.
كما قلت في السابق، فإن الذي يدور عنه الحديث بين أنصار حزب العدالة والتنمية من أن الأكراد صوتوا بالكامل لصالح حزب الشعوب الديموقراطي أو أنهم أداروا لنا ظهورهم، هو أمر عار عن الصحة تماما. لكن عادل كور، وانطلاقا من بحثه العلمي يقول:
الأكراد لم يتخلّوا تماما عن حزب العدالة والتنمية. بل ما زالت نسبة 35% منهم تصوت للحزب. فالحزب قدّم خدمات كبيرة للمناطق الشرقية والجنوب شرقية. لكنه لم يستطع التعبير عن ذلك بشكل جيد. وليس الأكراد فقط ساخطين على الحزب بل إن أنصار الحزب في الشرق أيضا ساخطون على الأكراد. لكن كما قلت، فإن حزب العدالة والتنمية لم يخسر كل أصوات المسلمين الأكراد. فحتى الآن قرابة نصفهم ما زالوا يصوتون لصالح الحزب. ويمكنه أن يستعيد أصوات القسم الآخر الذي صوّت له في السابق.
رؤية جديدة وتعامل منطقي
إذا تعامل الطرفان بمنطقية وكانا عادلين فيما بينهما من تعامل، فسيدركان أن لا سبب يمنع هذا الاتفاق. بل إن عدم حدوث هذا الاتفاق قد يكون سببا في تبخّر حزب السعادة بالكامل وعدم وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة منفردا.
في الجانب الآخر، سيكون من الإجباري على حزب العدالة والتنمية أن يقوم بحملة انتخابية خاصة بكل مدينة على حدة. ففي أرزيجان خسر الحزب مقعدا في البرلمان بفارق اثنين وتسعين صوتا فقط. فإذا أراد الحزب أن يتخطى الـ276 فعليه أن يصرف جهده في هذه المناطق التي خسر وربح فيها بفارق بسيط.
تنتظرنا فترة قاسية…
المصدر : صحيفة “صباح” التركية- ترجمة وتحرير “تركيا بوست”