هل قرر باراك أوباما إغراق فلاديمير بوتين في المستنقع الدموي السوري؟
السؤال ضروري بعدما ألقت أميركا جواً خمسين طناً من الذخائر الى مقاتلين من المعارضة، وهي دفعة أولى قال “البنتاغون” إنها تشكّل توجهاً جديداً عند الإدارة الأميركية، وهدفها التركيز على تزويد مجموعات منتقاة الأسلحة ومنها أسلحة نوعية، وتأمين دعم جوي لها لتكون قادرة على شن هجمات منسقة على “داعش”!
والسؤال ضروري ايضاً بعد قيام تحالف جديد اسمه “قوات سوريا الديموقراطية” يضم ثماني تنظيمات مقاتلة بينها “وحدات حماية الشعب الكردية” التي طردت “داعش” من كوباني، وهذه المجموعات تقاتل على جبهتين، جبهة ضد النظام وجبهة ضد “داعش”، وتصف التدخل العسكري الروسي بأنه عدوان على الشعب السوري.
صحيح ان القوات الأميركية وضعت العملية في إطار تعزيز قوات المعارضة ودعمها لطرد “داعش” من الرقة وكل الأراضي السورية، وصحيح ان هذه المجموعات تقاتل على الحدود الشمالية مع تركيا بعيداً من مواقع أخرى للمعارضة التي تقاتل على تخوم المناطق العلوية، لكن العملية ليست سباقاً أميركياً – روسياً على قصف “داعش”، بل ربما تحوّلت بداية حرب بالوكالة بين بوتين وأوباما.
عام ١٩٧٩ انزلقت موسكو الى الحرب الأفغانية التي استمرت عشرة أعوام في ظروف مشابهة، وليس خافياً على بوتين الآن وهو يقتحم المسرح السوري وسط معارضة دولية واسعة، ان ليس هناك من يؤيد هذا التدخل سوى بشار الأسد، وان حلفاءه الإيرانيين منزعجون ضمناً من اقتحام الدب الروسي سوريا حديقتهم الخلفية، وان كانوا يقاتلون مع الأسد على الأرض!
لكنه عندما يضع عمليات القصف التي ينفذها على روزنامة العمليات الميدانية التي يقررها النظام ويقول إن انتهاء عملياته الجوية مرتبط بانتهاء عمليات الجيش السوري على الأرض، فإنه يدخل الحرب علناً ضد المعارضة التي يبدو ان أوباما قرر الآن تزويدها أنياباً، وهو ما سيؤجج المواجهات ويزيد التورط الروسي، خصوصاً ان الأسلحة الاميركية التي تلقى في الشمال سرعان ما ستقاتل على تخوم حمص وحلب ودمشق.
يوم الأحد بالغ بوتين في السخرية من أوباما بقوله: لقد خططوا لتدريب ١٢ ألفاً ضمن برنامج الجيش الحر، وانخفض العدد الى ستة آلاف، وفي النهاية دربوا ٦٠ شخصاً لم يقاتل منهم سوى اربعة أو خمسة، لكنهم أنفقوا على ذلك ٥٠٠ مليون دولار، وكان من الأفضل لو أعطونا هذه الملايين لكنا استعملناها أحسن في مكافحة الإرهاب.
وقبل ان يصل كلام بوتين الى واشنطن كانت محطة “cnn” تذيع خبر إلقاء الأسلحة الى المعارضين في الشمال، لكن السؤال الأكثر إلحاحاً يتصل بما اذا كانت واشنطن ستصل الى حد تسليم المعارضين سلاحاً مضاداً للطائرات رفضت تسليمه اليهم دائماً على رغم المذابح التي ارتكبها القصف الجوي والبراميل المتفجرة !
المصدر : النهار